كتبت/هاجر طارق السيد أحمد
الحلقة الثامنة: (الإعجاز في خلق الإنسان من طين)
إن أعظم مخلوق على الأرض هو الإنسان، خلقه الله بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وأسجد له ملائكته ، وعلمه أسماء كل شئ.
قال الله تعالى:(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ).
أثبت العلم حديثا أن العناصر التي تدخل في تركيب الطين هي نفسها العناصر التي تدخل في تركيب جسم الإنسان وبنفس النسب.
وتوضح هذه الآية أن خلق آدم أبو البشر من طين الأرض، وبقدرة الله سبحانه وتعالى خلقت الحياة من عناصر طين الأرض.
كمان أن الطين له أنواع مختلفة في الأشكال والألوان والتراكيب،
وهذا نفسه في البشر ؛ فهم متخلفون في الأشكال والألوان والطباع...مما يؤكد كوننا مخلوقين من طين.
ذكر الله عز وجل فى القرآن خلق الجسد بآيات كثيرة منها: أنه خلقه من الأرض، والتراب ، والماء ، والطين ، والطين الازب ، والحمأ المسنون ، والصلصال كالفخار....فهل هناك تعارض بين هذه المسميات فى مسألة خلق آدم عليه السلام؟
-في قوله تعالى (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ).. (61)سورة هود
-وفي قوله تعالى (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ)..(37)سورة الكهف
-وفي قوله تعالى (فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ)..(11) سورة الصافات
-وفي قوله تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ)..(26) سورة الحجر
-وفي قوله تعالى (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ).. (14) سورة الرحمن
من هذه الآيات يتضح أن الله خلق الانسان من الأرض وهى تحتوى التراب والماء ، وباختلاطهما يتكون الطين، فإذا أصبح الطين ذو لزوجة أصبح طيناً لازباً، وإذا تغيرت رائحته أصبح حمأ مسنون، وإذا تبخر منه بعض الماء وتشكل بأشكال صار صلصالاً كالفخار وهذا معروف ومشهود ومحسوس.
*قام العلماء مؤخراً بدراسة الطين الحار المتواجد بالقرب من أماكن البراكين فوجدوا أنه يحتوي على نسبة عالية من عنصر البوتاسيوم وعنصر الصوديوم وبعض العناصر المغذية الضرورية لحياة الخلايا الحية.
وإن السائل الموجود في الخلايا يشبه ذلك السائل الموجود في أبخرة البراكين الحارة. هذه البيئة الحارة الغنية بالكالسيوم والصوديوم والمواد الأخرى التي تتشابه مع تركيب الخلايا الحية.
والإنسان مازال مجهول وإن ملأت أبحاث العلماء عنه مكتبات الأرض من مشارقها إلى مغاربها. إنه الخليفة الذى جعله الله معمر هذا الكون.