كتبت / ندي الشرقاوي
مع بداية شهر رمضان وتزامنه مع فصل الصيف وأرتفاع درجات الحرارة يكون الأقبال الشديد بعد أنتها ساعات الصيام وحلول موعد الأفطار علي تناول العصائر والمرطبات لتعوضي فتره الصيام وتتربع مشروبات رمضان الشهيرة علي المائدة ويأتي علي رأس هذة المشروبات شراب العرقسوس والذي لا يخلو مائدة الأفطار من تواجدة
أصل العرقسوس ....
العرقسوس أو نبات السوس هو نبات شجري معمر
وهي كلمة عربية الأصل متقسمة لجزئين عرق يعني جدر وسوس يعني متآصل أو أصل السوس
و ينبت في كثير من بقاع العالم مثل سوريا ومصر وآسيا الصغرى وأواسط آسيا وأوروبا، وتستخرج من جذور الشجرة مادة العرقسوس، . وهناك 12 نوعا من جذور العرقسوس تختلف في الطعم، ويضاف العرقسوس إلى البيرة والمشروبات الكحولية ليعطيها رغوة، ويضاف إلى عصير الكوكاكولا والبيبسي ويمكن مضغ مسحوق العرقسوس مع بذور اليانسون للكحة أو عمله كشاي.
وقد عرفه المصريون القدماء
و كان الشراب المخصص للملوك والطبقات العليا
وأعدوا العصير من جذوره.
ووجدت جذور العرقسوس في قبر الملك توت عنخ أمون الذي تم اكتشافها العالم الأنجليزي هاورد كارتر في عام 1923
. فقد كان الأطباء المصريون القدماء يعالجون به أمراض الكبد والأمعاء والهضم والتهيج المعدي
وعرفه البابلين قبل ٤ الاف سنه كعنصر مقوي لمناعة الجسم
أما بداية ارتباط العرقسوس برمضان، وتحولة لشراب العامة فجاء منذ العصر الفاطمي
وقتها كان الفاطمين بيوزعوا العرقسوس علي العامة بعد الفطار علشان يقضي علي الأحساس بالعطش
فأقبل عليه الناس ليصير مشروب العامة خاصة فى شهر رمضان، فيتناوله المسلمون بعد أذان المغرب لأهميته فى القضاء على الإحساس بالعطش.
ويعتبر بائع العرقسوس أحد نجوم شهر رمضان الذي يتمتع بطقوسه الخاصة سواء في عاداته ومشروبه الرائع، أو ملبسه المميز ذي السروال الأسود الواسع والطربوش الذي يضعه فوق الرأس، ففي إحدى يديه تجد أدوات نحاسية لامعة كما الذهب يحركها لتصدر إيقاعًا جميلًا، وتجد في اليد الأخرى أدواته المميزة التي تتكون من الإبريق الزجاجي أو النحاسي الكبير والذي صنع خصيصًا من أجل أن يحافظ على برودة العرقسوس، ويحمله بواسطة حزام جلدي عريض يحيط بالخصر.
شفا وخمير يا عرقسوس وبارد وخمير وتهنى يا عطشان.. هذه العبارات التي يغنيها بائع العرقسوس للإعلان عن شراب عرف منذ القدم بمذاقه الحلو، الذي يقبل عليه الكبار والصغار، خصوصا في شهر رمضان وفي فصل الصيف عندما تشتد حرارة الجو ويزداد احتياج الجسم للسوائل، وكثيرا ما يتناوله المسلمون بعد أذان المغرب، لا سيما في الأحياء الشعبية، لكنه يبقى شرابا يقبل عليه الفقراء والأغنياء.
ولما له أيضا من تأثير شافي للعديد من أمراض الجهاز الهضمي، فهو فعالٌ جدًا في علاج حالات قرحة المعدة، وقد أثبتت الأبحاث الحديثة أن العرقسوس يحتوي على مادة الجلسرهيزين Glycerrhizin والمشتق منها مادة كاربن أوكسالون Carbenoxolene التي تساعد علي التئام قرحة المعدة والأمعاء.