كتبت:سماء جمال صابر
اليرموك معركة وقعت بين المسلمين والروم، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الوادي الذي وقعت فيه، وهو وادي (اليرموك)، فبعد هزائم الروم المتتالية ضد المسلمين،قرر قائدهم جمع كل ما يملك من جنود في جميع أنحاء مملكته من الشمال وحتى الجنوب،يظن أنه سيصوب إليهم ضربة قاضية تقضي على توسعاتهم التي كثرت في ذلك االحين.
اختار الروم الوادي؛ لأنه المكان الذي يتسع لجيشهم الضخم، الذي يبلغ عدده 240000 مقاتل تقريبًا وأما المسلمون فقد عبروا النهر إلى الجهة اليمنى، وضربوا معسكرهم هناك في وادٍ منبطح يقع على الطريق المفتوح لجيش الروم، وبذلك أغلقوا الطريق أمام الجيش المزهو بعدده وعدته، فلم يعد للروم طريق يسلكونه، أو يفرون إذا اضطروا للفرار؛ لأن جيش المسلمين قد أخذ عليهم مسلكهم الوحيد.
وكان الجيش الإسلامي بقيادة أبو بكر الصديق،فاختار الصديق خالد ابن الوليد بدلًا من عبيدة من أبي الجراح،فقَسَّم قائد الجيش الإسلامي خالد بن الوليد رضي الله عنه الجيش إلى (36-40) كردوسًا، كل كردوس فيه 1000 مقاتل، ثم قسم كراديس الجيش إلى قلب وميمنة وميسرة وجعل على كل منها أميرًا.
وكان موقف جبلَّة بن الأيهم العربي الغساني مخجلًا ومعيبًا، فقد تنكّر لأخلاق أهله وأجداده، وتنصّل من تلك العروق العربية الأصيلة، وانحرف عن قيم الفضيلة، وتنازل عن الشهامة والنخوة العربية،فانضم إلى جيش الأعداء،ولكن خالد بن الوليد هزمهم شر هزيمة.
ضَربَ قادة وجنود الجيش الإسلامي نماذج رائعة في التطبيق العملي لمبادئ ما آمنوا به، فلقد كان من تلك المبادئ أن الإسلام يشجع أن يقوم المسلم بتقديم الآخرين على النفس في المصالح، أو على الأقل أن يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسك.