أول من رفع الآذان فى الإسلام


 


كتبت/اسراء عصام شلتوت


هو بلال بن رباح الحبشى، وهو صحابى جليل من السبَّاقين إلى الإسلام ، وحين أعلن إسلامه قام سيده "أمية بن خلف القرشى" بتعذيبه.


فاشتراه سيدنا ابوبكر الصديق رضي الله عنه ثم أعتقه لوجه الله ، وقد اشتهر هذا الصحابى بصبره على التعذيب وبمقولته الشهيرة "أحد أحد" عندما كان يُعذب،

وكان يتمتع بجمال صوته، وبلال أول من رفع الآذان بأمر من النبى صلى الله عليه وسلم فى المسجد الذى شُيد فى المدينة المنورة، واستمر فى رفع الآذان للمسلمين لمدة تقارب العشر سنوات.


وبعد وفاة حبيبنا صلى الله عليه وسلم ،ذهب بلال لأبى بكر رضى الله عنه يقول له:

ياخليفة رسول الله ،إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

أفضل عمل المؤمن الجهاد فى سبيل الله.

قال له أبو بكر: (فما تشاء يابلال؟)

قال: أردت أن أرابط فى سبيل الله حتى أموت.

قال أبو بكر: (ومن يُؤذِّنُ لنا).

قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع : إنى لا أؤذن لأحد بعد رسول الله.

قال أبو بكر:(بل أبقى وأذن لنا).

قال بلال:أن كنت قد اعتقتنى لأكون لك فليكن ماتريد ،وإن كنت اعتقتنى لله فدعنى وما اعتقتنى له.

قال أبو بكر:(بل أعتقتك لله يابلال).

فسافر إلى الشام حيث بقى مرابطاً ومجاهداً 

يقول بلال عن نفسه: لم أطق أن أبقى فى المدينة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان إذا أراد أن يؤذن وجاء إلى أشهد أن محمداً رسول الله تخنقه عَبرته ، فيبكى، فمضى إلى الشام مع المجاهدين.


وبعد سنين رأى بلال النبى صلى الله عليه وسلم فى منامه وهو يقول(ماهذه الجفوة يابلال؟ ماآن لك أن تزورنا ؟). فانتبه حزيناً، فركب إلى المدينة، فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم- وأخذ يبكى عنده، فجاء الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويضمهما.

فقالا له:(نشتهى أن تؤذن فى السحر)، فعلا بلال المسجد فلما قال:

(الله أكبر الله أكبر) ارتجت المدينة، فلما قال:(أشهد أن لا إله إلا الله) زادت رجّتها، فلما قال:(أشهد أن محمداً رسول الله). خرج النساء من خدورهنّ.

فما رُؤى يوم أكثر باكياً وباكيةً من ذلك اليوم.


وعند وفاته تبكى زوجته بجواره، فيقول:"لاتبكى غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه.

أحدث أقدم