طفلك نبع نضاح فلا تحرمه الحياة


كتبت / ضي الجلادي 


قد يشعر الطفل بالوحدة ، وهي مشكلة لها تأثيرات سلبية بالغة ستواتيه فيما بعد في مراحل حياته القادمة ، فما أعراض الوحدة لدى الطفل ؟ وكيف عليك التعامل معها ؟ وما هي تأثيراتها عليه ؟ 


أحياناً يعاني الأطفال من مشاكل يكون من الصعب عليهم التعبير عنها وإخراج ما في صدورهم لأي كان وذلك يعتبر حداً مانعاً لراحتهم ، ومشكلة الوحدة هي أكثر من مجرد شعور قد يختلط الطفل الصغير ، بل يجب عدم الاستهانة بها ويجب الانتباه إليها والحرص على تداركها بشتى الطرق . 


من هنا سنسلط الضوء على أعراض الوحدة التي تباغت الطفل ومن أهمها ما يلي والتي سوف تظهر على الصغير الذي يعاني من مشكلة من هذه المعضلة : 


- لا يحب المخاطرة أو القيام بأنشطة جديدة حتى ولو كانت إيجابية مما يعني تشكل حاجز التقليد لديه ورغم هذا يفضل الأمان واعتزال التجديد .

- حزين طوال الوقت وكأنه منسلخ عن العالم وقلق بشكل كبير وشبه مستمر .

- أكثر قابلية لإيذاء نفسه بشكل مفاجئ ، ويظهر هذا بشكل خاص لدى المراهقين على هيئة : مخدرات ، تدخين ، خدش اليد وتشويهها…إلخ . 


ومم ناحية أخرى سوف نستعرض تأثير الوحدة على الطفل بالتطرق لعدة طرق ونواحي مختلفة ، ومن أهمها : 


1- التأثير العاطفي

تسبب الوحدة شعوراً بالاكتئاب قد يبدأ خفيفاً في البداية ليغدو مشكلة مزمنة في حياته إذا لم يتم التعامل معه وعلاجه بشكل فوري .

وغالباً سوف تتراكم المشاعر السلبية في الداخل دون قدرة على التعبير عنها خاصة إذا لم يتم التعامل معها بالشكل السديد ، ما يؤدي إلى انغلاق الطفل على نفسه بعد أكثر وتدني ثقته بالنفس حتى العدم . 


2- التأثير على تطور الشخصية

عند شعور الطفل بالوحدة فإنه سوف يواجه صعوبة في رؤية نفسه بالطريقة الصحيحة ، بل سوف يرى نفسه بصورة مبنية على الطريقة التي يراه بها الآخرون ، الأمر الذي سوف يجعل كافة آرائه عن نفسه مبنية فقط على آراء الآخرين به .

وهنا يحدث الخلل ، فالصورة النفسية التي نكونها فقط بناء على ما يعتقده الآخرون بنا تجعلنا وتجعل الطفل الذي يعاني من الوحدة يشعر بأنه غريب عن نفسه وعن محيطه .

كما أن هذا قد يساهم في جعل الشخص يكبر وهو يضمر الكراهية تجاه الأشخاص حوله جراء شعوره بالرفض من طرفهم .

كل ما يحصل كذلك سوف يولد لديه شعوراً بالخوف من العلاقات الاجتماعية والاحتكاك بالاخرين ، ويولد الانغلاق لديه أكثر من ذي قبل فتزيد انطوائيته مع الوقت . 


3- التأثير على الحياة الاجتماعية

شعور الطفل بالوحدة سوف يقلل من قدرته على فهم التعبير غير الشفوي من قبل الآخرين من انفعالات ومشاعر وحركات جسدية ، كما سوف يقلل بالتالي من قدرته على التعبير عن نفسه بالوسائل الطبيعية المختلفة :

-مواجهة صعوبات عند التعريف عن نفسه أمام الآخرين .

-مواجهة صعوبات عند التعبير عن نفسه في المناسبات الاجتماعية وأثناء تواجد عدة أشخاص في البيئة المحيطة .

-مواجهة مصاعب في الحفاظ على العلاقات المختلفة .

-مواجهة مصاعب في استكمال الحوارات والأحاديث . 


4- التأثير على الحياة المهنية مستقبلاً

مع الوقت سوف تؤثر الوحدة على الطفل بشكل كبير ، فعندما يصبح في سن تسمح له بالتقدم بطلبات لجامعات أو لعمل مهني ما قد يكون من الصعب عليه تجاوز مرحلة المقابلة الشخصية أو التميز فيها .

وإذا حصل الشخص على عمل ما فربما يكون أكثر عرضة من غيره في بيئة عمله للتعرض للخداع أو التنمر من قبل الآخرين ، لا سيما إذا كانت ثقته بالنفس من الأصل متدنية . 


5- التأثير على الحياة العاطفية

غالباً فإن الطفل الوحيد عندما يكبر سوف يكون بحاجة لشريك يحقق له بعض التوازن في نواحي ومشاعر تنقصه ، كأن يكون شخصاً اجتماعياً إلى حد كبير وعاطفياً .

وهذا الشريك عليه أن يكون قادراً على تحفيز الشخص الوحيد على التعبير عن مشاكله ومشاعره بشكل جيد وتدريجي ، وإذا لم يتوفر كل ما سبق في الشريك فإن هذا سوف يجعل حياة الشخص المنعزل صعبة جداً .

طرق مساعدة الطفل على تخطي الوحدة تكمن في عمره ومستوى تفكيره كما يلي : 


في مرحلة الصفوف الابتدائية:

- زيارة مدرسة الطفل باستمرار والتحدث مع المعلمين لضمان التطور الفكري لديه .

- محاولة تطوير مهاراته الاجتماعية في المنزل وسط أجواء مريحة ومتكافلة .

- التفكير في إدخال الطفل في صفوف تدريبية تساعده على تعلم المهارات المختلفة بصورة إبداعية ومبتكرة .

- عدم تفويت أي أنشطة لا مدرسية للصغير لتعويض كل يفوته من أوقات الفراغ بما يثمر بساتين عقله وحدائق آفاقه . 


في مرحلة الصفوف المتوسطة:

- مراقبة الطفل باستمرار أثناء تواجده حولك في المنزل .

- تجنب بتاتاً وضع الطفل في مساءلة تخضعه للقلق والتوتر مما يعني محاولتك على أن تحصل على المعلومات ولكن بأسلوب لا يتضمن استجواباً صريحاً ومزعجاً له .

- إحرص على التواصل دوماً مع مدرسة طفلك .

- ساعده على تطوير مهارات يبرع فيها ويظهر فنه وابتكاراته .

- شجع الطفل على إيجاد أصدقاء ومعارف جدد في كل مكان يذهب إليه لثقل ثقته بنفسه وتعزيزها .

- تأكد من مراقبة طريقة استخدام صغيرك للإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي بالصورة التي تناسب عمره وأخلاقه التي تربى عليها . 


ما قبل النضج:

- راقب بحرص ودقة وبشكل مستمر علاقات الطفل وصداقاته الجديدة .

- إحرص على أن يكون الطفل على دراية كاملة بكافة الفرص المستقبلية الجميلة أمامه والتي تنتظره لتتكون شخصيته بصورة مستقلة ومتنامية بصورة تحاذي عمره .

- إحرص على أن ينخرط الطفل في أنشطة تطوعية مناسبة تجوهر حياته وتزهرها . 


ساعد الطفل للحصول على رؤية أفضل للمستقبل ، وارسم معه أحلامه وخطة واضحة لتحقيقها.

أحدث أقدم