كتبت/أسماء صلاح جاد الحق
هو ابن سيدنا ابراهيم البكر وولد السيدة هاجر
ان براهيم اخذ هاجر بامر من الله حتى وضعها وابنها في موضع مكة وتركهما ومعهما قليل من الماء والتمر
ولما نفد الزاد جعلت السيدة هاجر تطوف هنا وهناك حتى هداها الله الى ماء زمزم ..
ووفد عليها كثير من الناس ..
وكان اسماعيل فارسا فهو اول من استانس الخيل
وكان صبورا حليما يقال انه اول من تحدث بالعربية البينة..
وكان صادق الوعد وكان يامر اهله بالصلاة والزكاة وكان ينادي بعبادة الله ووحدانيته.
زوجة اسماعيل:
عاش اسماعيل في شبه الجزيرة العربية ما شاء الله له ان يعيش. ..
و روض الخيل واستانسها واستخدمها وساعدت مياه زمزم على سكنى المنطقة وتعميرها و استقرت بها بعض القوافل. وسكنتها القبائل.
وكبر اسماعيل وتزوج ..وزاره ابراهيم فلم يجده في بيته ووجد امراته.
سالها عن عيشهم وحالهم فشكت اليه من الضيق والشدة
قال لها ابراهيم: اذا جاء زوجك مريه ان يغير عتبة بابه.
فلما جاء اسماعيل ووصفت له زوجته الرجل
قال: هذا ابي وهو يامرني بفراقك الحقي باهلك.
وتزوج اسماعيل امراة ثانية زارها ابراهيم يسالها عن حالها فحدثته انهم في نعمة وخير. وطاب صدر ابراهيم بهذه الزوجة لابنه...
حتى جاء امر الله لسيدنا ابراهيم ببناء الكعبة ورفع قواعد البيت ..
( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَ إِسْماعِيلُ )
وذِكر رفع إبراهيم عليه السلام للقواعد يدل على أنها موجودة قبله ،وإنما عمله الكشف عنها ورفعها ، والبناء عليها .
(وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ )
ولا يُعهد إليهما بتطهير البيت إلا وهو موجود قبلهما
وإشارة إلى أنه كان بيتا للّه قبل أن يعهد اللّه إلى إبراهيم وإسماعيل بتطهيره من الأوثان التي عبدها العابدون فيه .
ولما كان ادم هو اول انسان هبط الى الارض. فاليه يرجع فضل بنائه اول مرة. قال العلماء: ان ادم بناه وراح يطوف حوله مثلما يطوف الملائكة حول عرش الله تعالى.والله أعلم..
فشيء طبيعي ان يبني ادم بوصفه نبيا بيتا لعبادة ربه وحفت الرحمة بهذا المكان.
ثم مات ادم ومرت القرون وطال عليه العهد فضاع اثر البيت وخفي مكانه.
وها هو ذا ابراهيم يتلقى الامر ببنائه مرة ثانية. ليظل في المرة الثانية قائما الى يوم القيامة ان شاء الله ..
وقد هدمت الكعبة في التاريخ اكثر من مرة وكان بناؤها يعاد في كل مرة.
فهي باقية منذ عهد ابراهيم الى اليوم.
وحين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم تحقيقا لدعوة ابراهيم.
كانت الكعبة حيث بنيت اخر مرة وقد قصر الجهد بمن بناها فلم يحفر اساسها كما حفره ابراهيم.
نفهم من هذا ان ابراهيم واسماعيل بذلا فيها وحدهما جهدا استحالت بعد ذلك محاكاته اي جهد شاق بذله النبيان الكريمان وحدهما كان عليهما حفر الاساس لعمق غائر في الارض
وكان عليهما قطع الحجارة من الجبال البعيدة والقريبة ونقلها.. بعد ذلك وتسويتها وبناؤها وتعليتها.
وكان الامر يستوجب جهد جيل من الرجال ولكنهما بنياها معا.
ونحن لا نعرف كم هو الوقت الذي استغرقه بناء الكعبة ..《 ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم ●ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم 》
ان اعظم مسلمين على وجه الارض يومها يدعوان الله ان يتقبل عملهما وان يجعلهما مسلمين له.
يعرفان ان القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن..
وتبلغ الرحمة بهما ان يسالا الله ان يخرج من ذريتهما امة مسلمة له سبحانه.
يريدان ان يزيد عدد العابدين الموجودين والطائفين والركع السجود..
ان دعوة ابراهيم واسماعيل تكشف عن اهتمامات القلب المؤمن.
انه يبني لله بيته ومع هذا يشغله امر العقيدة.
ذلك ايحاء بان البيت رمز العقيدة.. ثم يدعوان الله ان يريهم اسلوب العبادة الذي يرضاه ...وان يتوب عليهم فهو التواب الرحيم..
بعدها يتجاوز اهتمامها هذا الزمن الذي يعيشان فيه...
يجاوزانه ويدعوان الله ان يبث رسولا لهؤلاء البشر وتحققت هذه الدعوة الاخيرة. حين بعث محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
تحققت بعد ازمنة وازمنة....
انتهى بناء البيت واراد ابراهيم حجرا مميزا يكون علامة خاصة يبدا منها الطواف حول الكعبة
. امر ابراهيم اسماعيل ان ياتيه بحجر مميز يختلف عن لون حجارة الكعبة.
سار اسماعيل ملبيا امر والده.
حين عاد كان ابراهيم قد وضع الحجر الاسود في مكانه
فساله اسماعيل: من الذي احضره اليك يا ابت..
فاجاب ابراهيم: احضره جبريل عليه السلام.
انتهى بناء الكعبة. وبدا طواف الموحدين والمسلمين حولها ووقف ابراهيم يدعو ربه نفس دعائه من قبل ان يجعل افئدة من الناس تهوي الى المكان.
من هذه الدعوة ولد الهوى العميق في نفوس المسلمين رغبة في زيارة البيت الحرام.
وصار كل من يزور المسجد الحرام ويعود الى بلده.. يحس انه يزداد عطشا كلما ازداد ريا منه ويعمق حنينه اليه كلما بعد ...
وجاء الأختبار الشديد لأسماعيل
جاء امر الله بذبح اسماعيل حيث راى ابراهيم في منامه انه يذبح ابنه ..
فعرض عليه ذلك فقال "يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين"
ففداه الله بذبح عظيم