كتبت/سماء جمال صابر
عبقريات العقاد الإسلامية هي سلسلة من المؤلفات قام بتأليفها المفكر عباس محمود العقاد، وتضم الخلفاء الراشدين والمسيح. العبقريات ليست سردًا لأحداث التاريخية أو لأحكام الإسلام إنما عبقرية النبي محمد وأبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب هي إظهار للعبقرية العربية التي أنجبت هذه الشخصيات وأن العبقرية ليست حكراً على أمة من الأمم.
كما يعارض الكاتب من يخطٌؤون أحد هؤلاء الصحابة حيث يقول أنهم كلهم عباقرة ولكن احتاجت لهم الأمة الإسلامية في ظرف معين من الظروف. كما يتحدث الكتاب عن عبقرية المسيح ويشمل الكتاب دراسة عن المسيحية والمسيح في التاريخ وعن الاناجيل. مع العلم يمكن أن تجد كتاب عبقرية المسيح باسم حياة المسيح وعبقرية عثمان باسم ذو النورين عثمان بن عفان.
وقد احتفى التاريخ العربي بالسيرة المُحمدية؛ فأفرد لها المجلدات الطوال، التي ذكرت أحداث ميلاد ونشأة النبي؛ وقد أسهبت في تناول أحداث حياته من المولد حتى الوفاة بتفاصيل كثيرة مُعززة بالأسانيد ومغرقة في تفاصيل الأحداث وتواريخها؛ ولما وضع العقاد هذا الكتاب لم يكن هدفه عرضًا جديدًا للسيرة المحمدية بل أراد إبراز ملامح عبقرية النبي الإنسان الذي اصطفاه الله بظروف مُختارة صَقَّلت شخصيته.
وبقدرات إنسانية فذَّة مكَّنته من الاضطلاع بحمل الرسالة. كما يقدم لنا جوانب من حياة الداعي الرحيم، الرفيق بقومه، والعالم بما يصلح لهم، فكان القائد العسكري النبيل، والسياسي المحنَّك الذي استطاع كذلك أن يدبر أمور دولة الإسلام الوليدة بمهارة، كما يقترب من صفاته الإنسانية فهو الزوج العطوف والأب الحنون رغم جسامة المهمة التي لها أرسل.
يتصدى عباس محمود العقاد في هذا الكتاب للدفاع عن النبي محمد والذود عن شريعته والرد على شائنيه وأتى بالبرهان تلو البرهان للرد على اتهاماتهم للنبي محمد. وقام بتحويل التهم ضده إلى مواقف عظيمة وعبقرية وفخار.
الكتاب (عبقرية محمد) يؤدي معناه في حدوده المقصودة ولا يتعداها، فليس الكتاب سرداً للسيرة النبوية وليس الكتاب شرحاً للإسلام واحكامه. هو أحد سلسلة العبقريات الإسلامية التي تضم الخلفاء الراشدين الاربعة والصحابي خالد بن الوليد والمسيح.