كتبت / بسنت عادل
كانت بيعة أبى العباس عبدالله بن محمد بن على العباسى بمثابة إعلان قيام الدولة العباسية فتحولت إمامة الدعوة ذات الهيبة المعنوية إلى خلافة الدولة ذات السلطة الفعلية . إعتاد المؤرخون تقسيم الدولة العباسية إلى عصرين رئيسيين هما : العصر العباسى الأول والعصر العباسى الثانى . العصر العباسى الأول لم يزد عن قرن هجرى واحد .
أبو العباس عبدالله السفاح ( المهدى ) هو أبو العباس عبدالله بن محمد بن على بن عبدالله بن العباس ،أول خلفاء الدولة العباسية ، عهد إليه أخوه إبراهيم الإمام بالإمامة بوصية أبيهما ، حينما وقع إبراهيم الإمام فى قبضة الأمويين ، وأوصاه إبراهيم بالرحيل عن الحميمة بأهله خوفا عليه من الأمويين ، فرحل أبو العباس بأهله متخفيا إلى الكوفة ، فى هذا الوقت كانت الثورة العباسية فى مرحلتها الأخيرة ، فأنزلهم أبو سلمة الخلال بدار الوليد بن سعد مولى بنى هاشم فى بنى أود بالكوفة وكتم أمرهم حتى تم نجاح الثورة العباسية ، وحان وقت بيعة أبى العباس بالخلافة .
أعمال الخليفة السفاح :
لم تزد خلافة أبى العباس السفاح عن أربع سنوات وبضعة أشهر ، ولكنها لم تكن فقط مجرد إنتقالية من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة أو من دولة مدبرة إلى دولة مقبلة بل مكنت فيها الخلافة العباسية لنفسها وأظهرت دلائل سلطان العباسيين السياسى والإقتصادي . وكانت بيعة أبى العباس السفاح بالخلافة هى الغاية المرجوة للثورة العباسية من ناحية لكنها كانت بداية عمل الدولة العباسية من ناحية أخرى ، ولم ينتظر أول خلفاء العباسيين تلقى البيعة من أهل الكوفة ليبدأ عمله ، بل بدأه قبل أن يتلقاها ، وانتبه أبو العباس السفاح طيلة خلافته لكل الثورات التى اندلعت فى الشام والعراق وخراسان وما وراء النهر ، وكان نصيب المعارضة فى كل الحالات هو البطش فى أفظع أشكاله ، ولم يكن أمام أبى العباس فى غير ذلك من الأمور وقتا كافيا لترقية شئون الدولة فترك هذا لخليفته أخيه أبى جعفر المنصور الذى كان له شأن هام مدبرا ومشيرا بعد خلافة أخيه السفاح .
وفاة عبدالله السفاح :
توفى أول خلفاء العباسيين أبو العباس عبدالله السفاح بالجدرى فى ذى الحجة ١٣٦ هجريا بهاشمية الأنبا عن ثلاثين عاما بعد حكم يقل عن أربعة أعوام انتقلت الحركة العباسية فيها من الثورة إلى الدولة الشرعية .