" اسطورة صندوق باندورة .. خرجت منه كل الشرور وظل الأمل جاثما في قعرة ""


 قسم التاريخ 

كتبتة .. ندي الشرقاوي 




الفضول هو رغبة شديد في معرفة التفاصيل و كشف الغموض الذي يكتنف أشياء مهما كانت. و هو السبب خلف العديد من الأنشطة البشرية كقراءة الأخبار و تطوير الذرة الحديثة و اكتشاف الفضاء. و يعتبر الفضول في العادة ميزة بشرية و نعمة إذا اتصف بها الفرد فإنه يحصل على العديد من الفوائد فهي تساعد على التعلم و تدفع للاكتشاف لإثراء الحياة و المعرفة. لكن هل يمكن أعتبار الفضول نقمة 

« اسطورة باندورا »                             

مذكورة في كتاب هيسيود 

قصيدة أعمال وأيام هيسيود

              

القصة ان البطل الاغريقي الشهير برومثيوس بعد ان قدم خدمة كبيرة لـ" زيوس " اله الاغريق الوثني فان زيوس كافىء برومثيوس بأن وهبه الارض كلها وهي مكأفاة جزيلة بحق لو صار برومثيوس مسئولا عن الارض قرر ان يعلم الانسان اشياء كثيرة حتى انه خرق في سبيل هذا كثير من قواعد " سادة الاوليمب "

وجاءت الطامة حين سرق برومثيوس سر النار من الالهة وعلمه للبشر أشفاقا عليهم لما رآهم يرتجفون من البرد في الليل ويأكلون اللحم نيئا وصار البشر يقدرون ان يشعلوا النارة

وكانت الألهه لم تسمح للأنسان بأمتلاك النار لأنه قد يسئ أستخدامها وينشر الدماء بواستطها ولكن بروميثيوس كان متأكدا أن الرجل الصالح سيتغلب علي الأمور السيئة وينتفع منها من أجل الخير  

 وهنا قرر الالهة ان يعاقبوه بصرامة , فربطوه بين جبلين وكل يوم ياتي رخ عملاق ليأكل كبده فاذا جاء الليل نبت له كبد جديد وهكذا الم ومعاناة كل يوم حتى جاء البطل هرقل وخلص برومثيوس من هذا العذاب القاتل ,


وعاد برومثيوس للبشر ففرحوا به وقرر الهة الاوليمب ان ينتقموا منه مجددا بطريقة عبقرية اكثر شرا وكان هذا العقاب هو " المرأة " 

فأستدعي آلهة الجمال أفروديت وطلب من زوجها هفستوس إلة الحرفة المبدعة بأن يصنعها له فصنع تمثال أمراة جميلة جدا واستخدم الماء وتربة الأرض وأسماها " بان دورا " ” Πανδώρα ” 

( ومعناها التي منحت كل شئ ) أو الموهوبه 


ثم تم استدعاء الهة الاوليمب الاخرين لتقديم هداياهم الى هذه المراة .. فمنحتها افروديت( الهة الجمال ) الجمال والحب , ومنحتها مينرفا ( الهة الحكمة ) بعض الذكاء " من , ثم اعطتها لاتونا ( قلب كلب ).. و (نفس لص ).. 

و (عقل ثعلب) 

وأثينا قامت بألبسها وهرمز منحها النطق والحديث ونفخ فيها " زيوس " روح الحياة وأرسلها إلي الأرض وكانت أول امرأة علي وجه الأرض 

فلقد كان مجتمع الأرض كله رجال 

 ورغب برومثيوس بها ومع ذلك رفضها لانه كان يعلم انها حيله من الآلهة ولكن , ابيمثيوس شقيقة قبل بها لتكون زوجته وارسل " زيوس " مبعوثه هرمز بهدية للزوجين السعيدين .. هذه الهدية هي صندوق مغلق ... وأعطاها لباندورا وتعليمات بأن لا تقوم بفتحها أبدا


وكانت تسمع اصواتا تناديها من داخل الصندوق تعدها بالسعادة المطلقة،

وكانت تجلس الليل والنهار بجوار الصندوق، تتخيل ما بداخلة 

وبدافع من الفضول، الذي وهبته الآلهة فيها، فتحتها، وكانت الجرة تحوي في داخلها على كل أصناف الشر، وكل سيء لم يعرفه البشر من قبل، وانتشر ليعم الأرض منها: (كراهية، وحسد، ونفاق، ومرض، وجوع، وفقر، وجشع، وغرور، وافتراء، وكذب، ووهن، ووقاحة). 

وراحت تدور حول نفسها محاولة إغلاقها، ولكن بعد أن تحررت جميع محتوياتها، إلا شيء واحد بقي وهو (فقدان الأمل) لم يصب البشر، واسمه "إلبيس". 

وحزنت "باندورا" حزنأً شديد لما فعلته، وخشيت أن تواجه العقاب، لأنها لم تلتزم بوعدها، لكن "زيوس" لم يعاقبها لأنه كان يعلم بما سيحصل معها. 

- وينهي "هيسيود" قصيدته بالعبرة الآتية: (أنه من غير الممكن الهرب من تدبير "زيوس").

وهكذا ظل الأمل منتظر من يفتحه 

صندوق أم جرة ؟


إن الكلمة اليونانية الأصلية لهذا الصندوق هي "بيثوس" لكن أسيء ترجمتها كما سنكتشف لاحقاً ، والكلمة تعني جرة كبيرة الحجم ، وقد تكون أحياناً كبيرة إلى درجة أنها تكون بحجم شخص صغير ، ويقال أن (ديوجين) من (سينوب) وهو أحد فلاسفة الإغريق قد نام فيها مرة، وكانت هذه الجرة تستخدم لتخزين الخمور والزيوت ومحصول الحبوب وغيره ، كما كانت تستخدم في الطقوس كوعاء يوضع فيه جسم الإنسان من أجل دفنه، أما في حالة (باندورا) فقد تكون الجرة مصنوعة من الصلصال (الطين) من أجل تخزين الأمور الإعتيادية أو أن تكون مصنوعة من معدن البرونز مثل خزانة غير قابلة للكسر.


وقد حدث خطأ في ترجمة كلمة (بيثوس) لاحقاً في القرن الـ 16 ، حيث ترجم (إيراسموس) من (روتردام) والباحث في الإنسانيات قصة (هيسيود) عن (باندورا ) من اليونانية إلى اللاتينية ، فترجم كلمة (بيثوس) كمثل كلمة (بيكسيس) التي تعني الصندوق . ومنذ ذلك الوقت أصبحت معروفة بـ " صندوق باندورا".

أحدث أقدم