قسم/العلوم
كتبت/هاجر طارق السيد أحمد
الحلقة الثانية:(إعجاز الله في خلق البعوضة)
لو كان القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم وجاءه انتقاد من شعراء قريش وفصحائهم وأصحاب البلاغة والبيان في ذلك الزمن، لكان عليه أن يتجنب ذكر هذه الحشرات ويذكر ما هو أعظم منها، مثل الأسد والفهد والنمر... وذلك كما يفعل أي مؤلف عندما يتلقى انتقاداً من أصحاب الاختصاص فيعمد إلى تغيير وتبديل أسلوبه اللغوي... لينال إعجاب قومه!
ولكن القرآن هو كلام الله تعالى الذي يعلم السرّ وأخفى، وهو الذي خلق البعوضة ويعلم أسرارها ويعلم عجائبها، فلا يستحي من ذكرها في كتابه..
قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ}
وهي حشرة شديدة التعقيد ودقيقة الصنع، تشهد على قدرة الصانع عز وجل.
-للبعوضة محاجم كي تقف على سطح أملس،ومخالب كي تقف على سطح خشن ،
وترى الأجسام بألوان بحسب الحرارة،
تستطيع البعوضة أن تشم رائحة عرق الإنسان من ستين كيلو متراً،
معها جهاز تحليل للدم، وجهاز تخدير، وجهاز رادار، وجهاز تمييع،
ثم إن جناحيها يرفان بعدد لا يصدق، و هو الطنين الذي نسمعه ، وإن ورفرفات البعوضة تكون بعدد كبير جداً في الثانية الواحدة.
قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
" لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناحَ بعوضةٍ ، ما سقى كافراً منها شربة ماء "
-للبعوضة ثلاثة قلوب تعمل بطريقة معقدة جداً.. تقوم بضخ الدم للدماغ ثم تعكس الاتجاه لتضخ الدم إلى بقية الجسد..
وأغرب ما حير العلماء: كيف يعكس قلب البعوضة اتجاه الضخ خمس مرات؟ وكيف يعمل بنظام فائق الدقة، حيث تستطيع البعوضة أن تتحكم بسرعة نبضات قلبها بما بتناسب مع الظروف المحيطة بها!
-للبعوضة أكثر من مئة عين ، وعيون البعوضة بالمجهر المكبر تشبه خلية النحل ..
وزنها واحد على ألف من الجرام ، وتملك جهازاً لا تملكه الطائرات ،
تملك جهاز مستقبلات حرارية حساسيته واحد من الألف من درجة الحرارة.
-في خرطوم البعوضة ست سكاكين، أربعة سكاكين تقطع جلد الذي تلسعه، وسكينان تلتحمان مع بعضهما البعض فتكونان أنبوباً حاد الأطراف يغرس في جسم الإنسان ..
-في فم البعوضة ثمانية وأربعون سناً ، و تملك مادة مخدرة ، ومعروف أن المواد المخدرة تصنع في أعقد المعامل !
فمن وضع هذه المادة المخدرة في البعوضة؟
لأنها لو لم تخدر هذا الإنسان لقتلها ، وهي تمتص دمه، لكن بعد أن تطير يذهب التخدير فيشعر باللسعة فيضرب ضربة بلا فائدة تكون قد طارت ..
-تملك البعوضة جهاز تحليل دم،
فتقوم بتحليل الدم كما تقوم بكافة الاختبارات لهذا الدم، فإذا كان دم الإنسان مناسباً لها قامت بمص كمية كافية، وإذا كان غير مناسب تركته وانتقلت لإنسان آخر..ومعها جهاز تميع به الدم كي يجري في خرطومها الدقيق، ولها ثلاثة قلوب، قلب مركزي وقلب لكل جناح
-واغرب ما في هذا كله أن العلم الحديث اكتشف أن فوق ظهر البعوضة تعيش حشرة صغيرة جداً لا تُرى إلا بالعين المجهرية وهذا مصداق لقوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا.. ).....فسبحان الله.
من الذي علم هذه البعوضة بهذه التقنية؟
سبحان الله أحسن الخالقين!