كتبت /هاجر طارق السيد أحمد
الحلقة الرابعة:(إعجاز الخالق في خلق الإبل)
الإبل حيوانات عظيمة الخلق، في معيشتها أسرار، وفي خلقها إعجاز كبير، ولها سلوكيات نادرة وطبائع غريبة قد لا تتوفر في أي مخلوق حي آخر.
فالإبل هي الحيوانات الوحيدة التي يحمل عليها ويؤكل لحمها ويشرب لبنها.
هي التي حملت الفرسان في المعارك، كما نقلت البضائع فكانت قوافل التجارة بين الشرق والغرب، وحملت الحبوب والتمور فكانت تجارة قريش وكانت رحلة الشتاء والصيف، وهي أنفس أموال العرب، فيضربون بها المثل في نفاسة الشيء لأنه ليس هناك أعظم منها.
لو تمعّنا في قول الله تبارك وتعالى: «أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت» لوجدنا أن هناك من الاسرار والمعجزات في هذه المخلوقات.
-فمن هذه المعجزات أن الجمل يتحمل العطش حتى فقدانه ل40% من الماء في جسمه، في حين أن الإنسان يموت إذا فقد 12 % من الماء في جسمه.
-وللإبل قدرة عجيبة على التعايش مع ارتفاع أو انخفاض درجة الحرارة، فلديها منظم بيولوجي للحرارة يساعدها على السيطرة على درجة الحرارة والبقاء على قيد الحياة.
-وتكوين جسم الجمل يختلف عن باقي الحيوانات حيث جعل الله فيه نظاماً للاستفادة القصوى من السوائل والمحافظة عليها لتحمل العطش.
-السنام الموجود على ظهر الجمل يمكن أن يخزن حتى 50 كيلوجراماً من الغذاء، وتستمر عملية الاستهلاك هذه حتى شهر كامل دون غذاء.
-وكما هو معلوم أن جسم الجمل أعلى من مستوى الأرض...لذا أودع الله في الجمل ما يشبه المضخة لرفع الماء من مستوى الأرض -عبر رقبته الطويلة- وصولاً الى معدته.
-لدى الإبل غطاء شفاف بعينيه يمكن للجمل إغلاقه في حالة العواصف الرملية لحماية عينيه، كما يمكنه إغلاق أنفه كي لا تدخل إليه الرمال.
-في الناقة الأم؛ يجب أن يبدأ صغير الناقة بمص حلماتها أولاً.. وبعد أن تتأكد من أنه ابنها بعد شم رائحته يبدأ الحليب بالنزول في الأثداء وترضع صغيرها.
-الإبل يمكن أن تعود لمكانها الأصلي الذي تربت فيه ولو كان على بعد آلاف الكيلومترات وبدقه متناهية.
فهي تتمتع بقدرات عجيبة في التعرف على الطريق في عتمة الليل وفي أعماق الصحراء ، حيث تتمكن بفضل الله من السير إلى الوجهة التي تنوي الذهاب إليها دون أن تتوه أو تكلّ أو تملّ .
-الإبل تعرف صاحبها من بين الآخرين برائحته التي تشمها باستمرار كلما اقترب منها.
-الإبل تمتلك وسائد جلدية تقوم بتهيئتها للبروك فوق الرمال الساخنة ، فلا يتأثر الإبل بحرارة الرمال ولا يصيبها منها أي أذى.
-من عجائب خلق الابل أيضاً.. أنها لا ترى الإنسان بحجمه الطبيعي بل تراه ضعف حجمه، فترى الإنسان كبير الحجم، مما يسهل انقياده له.
-لا يمكن أن يعيش جملان ذكور في قطيع واحد وإلا قتل احدهما الآخر..
مالك الإبل الذي لديه اكثر من جمل ذكور يترك واحداً مع القطيع ويحرص على ربط الآخر.
-ومن عجائبه أيضاً أنه يركب فوقه الهودج، وهو بمثابة غرفة صغيرة، يستقر فيها في سفره الطويل أو القصير، فسبحان من خلقه وجهزه لبيئته، وسخره لخدمة الإنسان، من سالف الزمان، وجعله له بمثابة سفينة يجوب بها الصحراء.