الصحابى الذى شيع جنازته سبعون ألف ملك

 



كتبت /آلاء عصام 


هو الصحابى الجليل"سعد بن معاذ" الأنصارى سيد الأوس، أسلم على يد" مصعب بن عمير"، الذى أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ليدعو أهلها إلى الإسلام، وأسلم فى عمر ٣١عاماً، فأسلم بإسلامه قومه كلهم.

وقد شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة بدر وأحد، والخندق.


وقد أصيب" سعد بن معاذ "فى يوم الخندق حينما رماه أحد الرجال، فأصابه فى الأكحل، وتفجر الدم من وريده، فأمر النبى صلي الله عليه وسلم، أن يُحمل إلى المسجد، وأن تُنصب له به خيمة، حتى يكون على قرب منه، ورفع سعد بصره إلى السماء قائلاً (اللهم إن أَبقَيت من حرب قريش شيئاً فأبقنى لها، فإنه لا قوم أحب إلىَّ أن أجاهدهم، من قومٍ آذوا رسولك، وكذبوه، وأخرجوه، وإن كنتَ قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فاجعل ما أصابنى اليوم طريقاً للشهادة، ولا تُمتنى حتى تُقرَ عينى من بنى قريظة) 


فجاء جبريل عليه السلام، لرسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغه أمر الله، بالخروخ إلى بنى قريظة، لمقاتلتهم، فحاصرهم النبى الكريم حتى نزلوا على حكمه، ثم جعل الحُكم فيهم" لسعد بن معاذ " فجاءوا به محمولاً على دابة، وقد نال منه الإعياء والمرض،  فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم، احكم يا سعد فى بنى قريظة، فقال: (إنى أرى أن يُقتل مقاتلوهم، وتُسبى ذرياتهم، وتُقسَّم أموالهم، وهكذا لم يمت سعد حتى شفى صدره من بنى قريظة.


وعند وفاة "سعد بن معاذ" جاء جبريل عليه السلام إلى النبى صلي الله عليه وسلم، فقال: (من هذا العبد الصالح الذى مات، فُتحت له أبواب السماء، واهتز له عرش الرحمن، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة، لم ينزلوا إلى الأرض من قبل، لقد ضُم ضمة ثم أُفرج عنه) فقام صلى الله عليه وسلم يجر ثوبه إلى سعد، فقال لأصحابه انطلقوا إليه، فخرج وخرجنا، حتى تقطعت شسوع نعالنا، وسقطت أرديتنا، فتعجب الصحابة من سرعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم:( إنى أخاف أن تسبقنا إليه الملائكة، فتغسله كما غسلت حنظلة) ولما وصلوا إلى البيت، فإذا هو قد مات وأصحابه يُغسِّلونه، وأمه تبكيه، فقال صلى الله عليه وسلم:( كل باكية تكذب إلا ام سعد) 


وخرج صلى الله عليه وسلم مع القوم يشيعوه فحملوه فقال القوم: ما حملنا يا رسول الله ميتاً أخف علينا منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما يمنعه أن يخف وقد هبط من الملائكة كذا وكذا، لم يهبطوا قط قبل يومهم، قد حملوه معكم والذى نفسى بيده، استبشرت الملائكة بروح سعد واهتز له عرش الرحمن).


قال أبو سعيد الخضرى رضى الله عنه: (كنت ممن حفروا لسعد قبره، وكنا كلما حفرنا طبقة من تراب، شممنا ريح المسك، حتى انتهينا إلى اللحد). 


ولما وضعوه فى قبره، جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبره، فقال: (سبحان الله) مرتين فسبح القوم ثم قال:(الله أكبر) مرتين فكبر القوم ثم قال صلى الله عليه وسلم (إن للقبر ضمة، لو كان أحد منها ناجياً، لكان سعد بن معاذ) ثم بكى صلى الله عليه وسلم، حتى ابتلت لحيته. 


ولقد توفى" سيدنا سعد بن معاذ "فى عمر ٣٧ عاماً ولم يعش فى الإسلام، سوى خمس سنوات. 


وهؤلاء قوم صدقوا فى عهدهم مع الله ورسوله.

أحدث أقدم