كتبت/هاجر طارق السيد أحمد
إنه شئ رهيب حقا أن يظل المريض مفتوح العينين أثناء عملية جراحية له.
ولذلك فقد وضع طبيب نهاية لهذا العذاب، وهذا شئ يستحق التقدير.
هذا الطبيب هو؛ وليم تومس جرين مورتون.
ولد مورتون سنة 1819 في مدينة شارلتون، بولاية ماساشوتش بأمريكا.
درس جراحة الأسنان ومارسها.
شارك أحد الأطباء في الاهتمام بالتخدير، ولكن هذه المشاركة لم تسفر عن شئ.
كان تخصص مورتون هو تركيب الأسنان الجديدة.
ولكي ينجح في ذلك التخصص، لابد من خلع جذور الأسنان والضروس القديمة، وكان ذلك عملا أليما جدا.
لجأ مورتون إلى استخدام غاز الأثير في العمليات الجراحية.
فغاز الأثير؛ يسبب فقدان الإحساس بالألم.
وقد توصل د. هوارس ويلز قبل مورتون إلى استخدام "الغاز المضحك" أو (أكسيد النيتروز) كوسيلة للتخدير أثناء إجراء جراحات الأسنان، ولكنه فشل في عرض تجاربه أمام الأطباء.
وجاء دور مورتون بعد ذلك الذي توصل إلى أن "الغاز المضحك" ليس وسيلة فعالة في تخفيف ألام المرضى أثناء إجراء العمليات الجراحية، فلجأ إلى استخدام "الإثير" والذي عرف عنه أن له خواص خافضة للألم ومفقدة للإحساس.
استخدم مورتون أولا الأثير في إجراء جراحة لكلبه، ووجد أنه بعد التخدير يعود إلى وعيه بعد فترة قصيرة أو طويلة تبعاً لمقدار جرعة الأثير المعطاة.
ثم جربه مرة أخرى على نفسه في خلع أسنانه.
ثم أتيحت له الفرصة في 30 سبتمبر 1846 استخدامه في جراحة واحد من مرضاه.
وبعدها أجرى مورتون عمليات جراحية عديدة أمام الأطباء،
ونشرت الصحف هذا الاكتشاف العظيم،
ودارت معارك هائلة بين الأطباء، أيهم صاحب الفضل في استخدام الاثير في تخفيف ويلات العمليات الجراحية.
واستخدم الأطباء هذه المادة الجديدة ولم يذكروا صاحبها ولا دفعوا له مكافأة عن ذلك.
وذلك أصاب دكتور مورتون باليأس والغم، ومات مفقيرا سنة 1868 في مدينة نيويورك.
وكان لم يبلغ التاسعة والأربعين من عمره عند وفاته.
ولا جدال اليوم على أهمية التخدير في كل العمليات الجراحية، فقد كانت الجراحة قبله عذابا،
وبعده أصبح العلم قادر على التحكم في الألم والقضاء عليه.
وقد تم ذكره في كتاب (الخالدون مائة) للكاتب مايكل هارت؛ وذلك لتأثيره الخالد.