كتبت/ إسراء أنور فؤاد
الشاعر محمود سامي البارودي
هو محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبدالله البارودي، أول ناهض بالشعر العربي، شاعر مصري ولد عام 1838م، كان من أسرة مؤسرة لها صلة بأمور الحكم والسياسة، تبوأ مناصب مهمة بعد أن التحق بالسلك العسكري.
ثقف البارودي نفسه بالإطلاع علي التراث العربي ولا سيما الأدبي؛ فقرأ دواوين الشعراء الكبار وحفظ شعرهم وهو في مقتبل العمر.
أُعجب بالشعراء المجيدين أمثال : أبي تمام، البحتري، ابن المعتز، والشريف الرضي وغيرهم، ولقد ألف كتاباً فيه مختارات من الشعر العربي منذ عصر ما قبل الإسلام حتي العصر العباسي وله ديوان بإسمه، وكان له عده أفكار في شعره منها : نقد الوضع السياسي، وتمجيد وطنه ويحث علي دفع الظلم ورفضه، وكان يفخر بنفسه لترفعه عن المنافع الشخصية
تم نفي محمود سامي البارودي إلي جزيرة سيلان ( سيريلانكا حالياً) بسبب تأييده لثورة أحمد عرابي التي أخفقت وكان الهاجس الشديد عنده هو حب الوطن والاعتزاز به والحنين إليه.
وله قصيدة مشهورة تُسمي (أبي الدهر) تعد من الشعر الخالد لما فيها من شاعرية وفن حيث استعمل الشاعر المجاز العقلي بحيث اسند الفعل إلي غير صاحبه وتعد هذه القصيدة مثالاً لاستنباض الهمم الإنسانية والوطنية للوقوف بوجه الظلم.
وكان البارودي قد شارك في إخماد ثورة جزيرة كريت عام 1865، واستمر في تلك المهمة لمدة عامين، وتبقى المحطة المهمة في حياته العسكرية والوطنية بمشاركته في الثورة العرابية، والتي كانت محطة الحِطام في مسيرته العسكرية، وعلي إثر نجاح الثورة وتنفيذ الخديوي لمطالب هذه الثورة، أسندت إليه رئاسة الوزارة الوطنية في فبراير 1882وبعد الالتفاف الخديوي والإنجليزي على (ثورة عرابي) ، وبعد سلسلة من الكفاح والنضال ضد فساد الحكم وضد الاحتلال الإنجليزي لمصر، في 1882، قررت السلطات الحاكمة نفيه مع زعماء الثورة العرابية لجزيرة سرنديب.
وظل في المنفى لأكثر من 17 عامًا يعاني الوحدة والمرض والغربة عن وطنه، وسجّل كل ذلك في شِعره إلى أن توفي في 12 ديسمبر 1904م بعدما اشتد عليه المرض وضعف بصره.