"المهندس المعمارى ايمحوتب"


كتبت / إسراء بنهاوى زيادة 

ترجع شهرة إمحوتب فى المقام كبناء من الطراز الأول فكان رائدا فى الإنشاءات الحجرية، والمهندس المعمارى للهرم المدرج لزوسر. وهو واحد من أهم شخصيات الدولة القديمة؛ على الرغم من أنه تبوأ منصباً رفيعاً فلم يكن من أفراد العائلة المالكة. وأصبح إمحوتب ، فى عصر الدولة الحديثة راعى الكتبة وتجسيدا لمفهوم الحكمة كما إنطوت عليه تلك النصوص التى عرفت تحت مسمى نصوص الحكمة. 


وكان إيمحوتب يصور فى وضع الجلوس؛ حليق الذقن وعلى رأسه لباس شبيه بما كان يرتديه الرب بتاح كلباس رأس ويضع على ركبتيه لفة بردية مفتوحة. ولقد أشير إليه فى وثيقة تورين المعروفة بصفته إبن بتاح. ونتج عن ذلك تأليه إيمحوتب نفسه فى عهد الأسرة السادسة والعشرون. تأليها كاملاً بمعبد وكهنة وعبادة. وكانت عبادة إيمحوتب شائعة أصلاً في منطقة منف وجذب معبده القريب من السيرابيوم الكثير من الحجيج فى العصر البطلمى. وبدأت شعبيته تزداد بين المراكز الدينية الأخرى في مصر. وعلى الرغم من ظهوره كثيراً فى النقوش المنحوتة على جدران المعابد فلا يبدو أن إيمحوتب كانت له أية دلالة فى الحياة الدينية. وأختلفت الصورة مع ذلك فى طيبة إذ إنتشرت عبادته بين كثير من طبقات الأهالى. 

ولقد تم عبادته هو وأمنحتب إبن حابو كزوج مقدس، وكان له فى معبد بتاح بالكرنك دوره من خلال النبوءات والأحلام. ولعب إيمحوتب دور الوساطة والعون فى الأوقات العصيبة التى يسببها المرض والحرمان من الذرية. وتبين النصوص المنقوشة التى تركها زوار مراكز عبادة إمحوتب ذلك. وكذلك بقايا مذابح القربان المنزلية، كما بلغت شعبية إمحوتب خارج دوائر المعبد وقد غطت مكانته المقدسة فى طيبة تماماً على وجوده التاريخى. ولم تكن نهاية الحضارة المصرية تعنى نهاية شعبية إمحوتب ففى نصوص النساك من الفترات التالية بقى إمحوتب محبوبا كقديس فى الموروثات العربية خلال القرن التاسع عشر.

أحدث أقدم