الملكه كيا


كتبت /رحمة أحمد سليم

كيا، هي ملكة مصرية قديمة غير حاكمة أو زوجة ملك، عاشت في عهد الأسرة الثامنة عشرة، وهي واحدة من زوجات الملك أمنحتب الرابع أو إخناتون كما أطلق على نفسه بعد العام الخامس من حكمه، ولا يعرف عنها الكثير، وأفعالها والأدوار التي لعبتها كملكة موثقة توثيقا ضئيلاً جداً في السجلات التاريخية، على عكس الزوجة الملكية الرئيسية الأولى للملك إخناتون ، نفرتيتي. و يوحي اسم كيا غير الاعتيادي بأنها قد تكون في الأصل أميرة ميتانية. وتبيّن الدلائل القليلة الباقية أن كيا كانت شخصية مهمة في بلاط أخناتون الملكي خلال السنوات الوسطى من حكمه، وعندها أنجبت له ابنة. وهي تختفي من التاريخ قبل سنوات قليلة من وفاة الملك زوجها. وفي سنوات سابقة، كان يعتقد أنها قد تكون أماً للملك توت عنخ آمون، ولكن نتائج تحليل الحامض النووي الحديثة تشير إلى أن هذا التوجه غير وارد.


اسم كيا في حد ذاته مثير للجدل، فقد قيل إنه قد يكون "اسم تدليل" أو اسماً مختصراً وليس اسمها الكامل، وفي هذا الصدد يمكن أن يكون اختصاراً لاسم أجنبي مثل الاسم الميتاني "تدوخيبا" على سبيل التحديد، ابنة الملك توشراتا التي تزوجت الملك أمنحتب الثالث في أواخر عهده، ورسائل تل العمارنة تشير إلى أنها كانت امرأة شابة صالحة للزواج في ذلك الوقت. وعلى وجه الخصوص، الرسائل ر قم 27 إلى 29 تؤكد أن تدوخيبا أصبحت واحدة من زوجات أخناتون. وبالتالي اقترح بعض علماء المصريات أن تدوخيبا وكيا قد يكونان نفس الشخص.


ومع ذلك، لا يوجد دليل يؤكد أن كيا كانت أي شيء سوى امرأة مصرية أصيلة غير أجنبية الأصل وفي الواقع، اقترح عالم المصريات سيريل ألدرد أن اسمها غير المعتاد هو في الواقع بديل أو مرادف للكلمة المصرية القديمة "قردة"، مما يجعل من غير الضروري أن لها من الأساس أصلاً أجنبياً.


و في النقوش تعطى كيا ألقاب "المفضلة" و"المحبوبة كثيراً"، ولكنها لا تعطَ أبداً ألقاب "الأميرة الوراثية" أو "الزوجة الملكية العظيمة"، مما يعطي تلميحاً أنها ليست من الدم الملكي.

و جميع القطع الأثرية المتعلقة بالملكة كيا تأتي من تل العمارنة، عاصمة أخناتون قصيرة البقاء، أو من المقبرة KV55 في وادي الملوك. وهي لا تظهر في عهد أي ملك آخر.
 

أحدث أقدم