كتبت/هاجر طارق السيد أحمد
الحلقة العاشرة:(إعجاز الخالق في خلق الشهب )
يقول تعالى: (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ).
لماذا سمَّى الله هذه الأجسام التي تخترق جو الأرض بالشهب الثاقبة، وماذا تثقب؟ وهل تتطابق هذه الصفة مع ما كشفه العلماء حديثاً من أسرار حول الشهب التي تخترق الغلاف الجوي وتحترق على حدوده؟
إن الإنسان العادي الذي يراقب السماء يرى جسماً يلمع فجأة في السماء ثم يختفي، وبالتالي لا يمكن له أن يصف هذا الجسم إلا إذا درسه دراسة علمية صحيحة.
وحديثاً تبين للعلماء أن الشهب ما هي إلا حجارة تسبح في الفضاء فإذا ما اقتربت من الغلاف الجوي للأرض حاولت اختراقه ولكن الغلاف الجوي يتصدى لها ويحدث احتكاك كبير ينتهي بتبدد هذه الشُّهب واحتراقها.
وعندما يدخل الشهاب غلافنا الجوي يخترق الهواء بسرعة عالية جداً وهذه السرعة كافية لتسخين الهواء لدرجات حرارة عالية وكافية لتبخير جزء من النيزك وبالتالي انتشار حرارة كبيرة نرى أثرها من خلال الومضة التي يصدرها النيزك قبل تفتته وتبدده وذوبانه.
كذلك كلمة (ثاقب) تشير إلى السرعة الهائلة التي يسير بها هذا الشهاب، وقد تبين بالفعل أنها تسبح بسرعات كبيرة جداً في الفضاء. وتقول الدراسات أن في كل يوم هناك 1000 طن من النيازك تسقط على الأرض ومعظمها بحجم ذرات الغبار.
وهنا يتجلى قول الله تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ).
فهذه الآيات العظيمة تتطابق بشكل مذهل مع الحقائق العلمية، فالسماء تبدو لنا بواسطة المراصد العملاقة بألوان زاهية وكأن المجرات تزينها! والسماء تحوي بروجاً كونية مثل النسيج الكوني الذي يزين السماء وهو عبارة عن بلايين المجرات.
وقد حفظ الله هذه السماء بواسطة ملاين الشهب التي تصطدم يومياً مع غلاف الأرض وتحترق وتحرق معها الشياطين.