كتبت /أسماء صلاح جاد الحق
عاشت ذرية ( إرم) ابن سام بن نوح فى مكان اسمه الأحقاف فى بلاد اليمن بين عمان وحضرموت..
والأحقاف معناها تلال الرمل المرتفعة .. وهذا كان حال المكان.. كله رمال واغلبها مرتفعة لذلك تسمى بالأحقاف..
هناك عاش قوم عاد
قوم عاد لم يكونوا ككل الناس ..
لأن ربنا ميّزهم بكثير عن غيرهم..
أولا
في الشكل والبنية الجسدية .. فكانوا طوال القامة لدرجة انه يُقال كانوا بطول النخل ..قال بعض السلف ان اطوالهم كان مائة ذراع ..واقصرهم كان ستين ذراع..( و زادكم في الخلق بسطة) .. [ آية 69 : سورة الأعراف ]
غير القوة الجبارة التى اعطاها لهم ربنا في أجسادهم و كانت تسهّل عليهم البناء والعمران..
ولذلك اشتهروا بالبيوت ذات الأعمدة الضخمة جدااا (إرم ذات العماد) .. [ آية 7 : سورة الغجر ]
فالعماد هي الأعمدة الطويلة جدا..
كانوا يبنوا بيوتهم فوق الجبال المرتفعة وبين الجبال وفي الاودية وفي الطرق وفي كل مكان...
وكانوا يبنوها آية في الجمال والإبداع ... لمجرد اظهار للقوة والتفاخر..وتعالى وتكبر
(أتبنون بكل ريعٍ آيةً تعبثون ) .. [ آية 128 : سورة الشعراء ]
كانوا يبنون على رأس كل شارع تمثال ضخم تعاليا على الناس..والله ﻻ يحب من كان متكبر..
فشغلتهم الدنيا وانستهم ذكر الله وعبادته..
كما انهم اتصفوا بالطش والظلم والتجبر..والله ﻻ يحب ان يستخدم القوي قوته فى ظلم الناس .. (وإذا بطشتم بطشتم جبّارين ) .. [ آية 130 : سورة الشعراء]
ده غير ان ربنا رزقهم وجود الماء العذب عندهم بكثرة ..
وبالتالي بقى عندهم خير كثير من مال وأنعام وبساتين كانت منطقتهم كلها خضرة و زرع وعيون ميّة (أمدّكم بأنعام وبنين ¤ وجنات وعيون) .. [ آية 133 , 134 : سورة الشعراء]
قم انتشر بينهم الفساد والمعاصي والآثام حتى ارتكبوا اكبر الكبائر وعبدوا الأصنام..
فكانوا أول من عبد الأصنام بعد طوفان يدنا نوح
بعث الله فيهم سيدنا هود ,, كان واحد منهم وفي القرآن ذُكر إنه أخوهم ..
ففسرها بعض العلماء بإنه كان أخاهم فى القبيله..وقيل اى بشرا من بنى ادم...وقيل اى صاحبهم..
بدأ سيدنا هود يدعوهم للتوحيد وترك الأصنام..
ذكرهم بنعم ربنا عليهم وإن كل ما هم فيه هما فيه من الخيرات من عند الله..
قال لهم انه يخشى عليهم من عذاب يوم القيامة..
..قال لهم إسمعوا مني وإعبدوا الله وإستغفروه يسامحكم ويزيدكم نعيم على نعيمكم ويبارك في خَيراتكم ويزيدكم قوة فوق قوتكم.. {ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم}..
لكن ردهم كان بالتكذيب وإتهامه بالسفه والضلال..
وانهم لن يتركوا ما هم عليه مهما قال
وقالوا عليه انه هو الذى فى الضلال بسبب غضب الآلهتهم عليه .. (إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) ..[آية 54 : سورة هود]
لما يأس منهم اراد يبرأ نفسه امام ربنا فقال لهم إشهدوا وليشهد الله بإني بريئ منكم ومن آلهتكم .. (قال إني أُشهد الله واشهدوا أني بريءٌ مما تشركون ) .. [آية 54 : سورة هود]
وفوق هذا تحدّاهم! قالهم لو تقدروا تقتلوني إقتلوني حالاً وﻻ تنتظروا حتى الغد ,, (فكيدوني جميعاً ثم لا تُنظِرون ¤ إني توكلت على الله ربي وربكم ...) .. [آية 55 ,56 : سورة هود]
وختم التحدي بالتوكل على الله حتى يبيّن انه مش بيدّعي القوة في غير موضعها لا هو يتحامى في الله !
بيثبتلهم قوة ربنا الي أقوى من كيدهم كلهم مجتمعين!
[هذا يعلمنا بحق معنى التوّكل!!]
سيدنا هود لم يخاف من إجتماع أشد الناس عليه وبكل بساطة طمّن نفسه إن ربنا هو الحافظ (إن ربي على كل شيء حفيظ ) .. [آية57 : سورة هود]
قال لهم انه ﻻ يوجد دابة إلا وربنا هو المُتحكم الوحيد في مصيرها (ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها) .. [آية 57 : سورة هود]
[وإستخدامه لـ كلمة "آخذٌ بناصيتها" دليل على ذل كل المخلوقات وخضوعهم لله ,, الناصية هي مقدمة الرأس
ﻻن العرب زمان لما كان احد يحب يثبت سلطته على غيره كان يشده من مقدمة رأسه دليل على خضوعه ليه ..
.. وده حال كل المخلوقات مع ربنا فكلنا خاضعين لسلطته وجبروته وعدله سبحانه ..
وأضاف بتبليغهم إنهم لو أصرّوا على إعراضهم وتكذيبهم لرسالته فهو قد انهى رسالته وبلّغ ..وربنا سيحاسبهم ,..(فإن توّلوا فقد أبلغتكم ما أُرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوماً غيركم ولا تضرونه شيئاً) .. [آية 57 : سورة هود]
ولما لم يستطيعوا يؤذوا هود عليه السلام رغم التحدي
قال بعض العلماء التحدي ده كـ معجزة سيدنا هود
..قالوا معجزته العظمى قوة ثقته بالله وتحديهم لهم علنا رغم قوتهم وشدة بطشهم..
لم يلقوا لكلام سيدنا هود وإستكبروا وإغترّوا بما آتاهم الله من قوة قالوا (من أشد منا قوة) .. [آية 15 : سورة فصلت]
وفوق كل هذا إتحدّوه وإستعجلوا العذاب (فأتِنا بما تعِدُنا إن كنت من الصادقين ) .. [آية 32 : سورة هود]
وقد كان ..إبتدا العذآب على مرحلتين ..
المرحلة الأولى ..
كانت إن ربنا أرسل حر شديد عليهم من كتر الحرارة جفت العيون والآبار وماتت النباتات وإتحولت البساتين التى كانت كلها خضرة وثمار لذبول ..
إنقطع عنهم المطر فترة طويلة , فإنقلب حالهم وأصبحوا يعيشون مثل الأموات..فجأة وجدوا سحاب عظيم آتي عليهم
فرحوا وإستبشروا وتخيلوا ان الفرج اتى.. وانها ستمطّر ً فيشربوا ويسقوا حيوانتهم ,, قالوا ( هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ) .. [آية 24 : سورة الأحقاف]
لكن السحاب لم يأتى بمطر ..
أتى بالمرحلة التانية من العذاب
هبّت عليهم ريح شديــدة لمدة ٧ ليالي و ٨ أيام من غير إنقطاع ( ريحٌ فيها عذاب أليم ¤ تُدمّر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يُرى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين) .. [آية 24 ,25 : سورة الأحقاف]