الإعجاز العلمي في القرآن الكريم:الحلقة التاسعة


كتبت/هاجر طارق السيد أحمد

الحلقة التاسعة: (إعجاز الخالق في خلق النجم الثاقب)


عبر تاريخ الإنسانية الطويل، ظلَّت السماء والكواكب هاجسًا كبيرًا ومكانًا مجهولًا، يحاول الإنسان ويسعى بكلِّ ما لديه من إمكانيات أن يبحث في الكون ليكشف شيئًا من الأسرار التي لم يجد لها حلًّا لسنين طويلة، فاستخدم العدسات والتليسكوبات في سبيل رؤية النجوم وتتبُّعِ حركتها ومعرفة خصائصها، حتَّى وصل الإنسان إلى ما وصل إليه العلم الحديث،فاستطاع أن يرسل الأقمار الصناعية ويصوِّر بالكاميرات أدق الصور لحركة الكون المحيطة بالكوكب، واكتشف المجرات والنجوم والكواكب، ومع تقدم التطور العلمي، استطاع الفلكيون رصد أصوات دقات منتظمة تخرج من بعض النجوم في السماء، وهي أصوات وإشارات قادمة من الفضاء البعيد، تشبه صوت الطرق.


يقول الله تعالى في كتابه العزيز:{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ*النَّجْمُ الثَّاقِبُ*إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}.


ما هو الطارق؟

الطارق هو جرم سماوي له صفتان وهما النجم والثاقب، وإذا قمنا بمقارنة بين تلك الخواص وأي جرم سماوي لوجدنا أن النجم النيوتروني يستوفي هذه الخواص" نجم وطارق وثاقب"، 


ويبدأ هذا النجم بالدوران حول نفسه بشكل هائل، فيدور مئات الدورات في الثانية وله نبضات سريعة لسرعة دورانه وسرعة طاقته مما يولد حوله مجالاً كهرومغناطيسياً قوياً جداً، هذا المجال يولد أيضاً صوتاً يشبه صوت المطرقة، لذلك فإن العلماء وجدوا أن أفضل تسمية لهذه النجوم هي المطارق العملاقة.


يقول المشككون إن الصوت لا ينتشر في الفراغ فكيف علمتم بأن هذه النجوم تصدر صوتاً يشبه صوت المطرقة؟ ونقول كلامكم صحيح! فالصوت لا ينتشر في الفراغ ولذلك نحن لا نسمع صوت هذه النجوم وهذا من رحمة الله علينا لأن صوتها لو وصلنا لصم آذاننا على الفور!! ولكن العلماء بعدما حللوا الأمواج الراديوية ودرسوا آلية عمل هذه النجوم وجدوا أنها تصدر هذه الأصوات، وهذا ما يقوله علماء وكالة ناسا!


ويقول العلماء:

إن هذه النجوم النيوترونية أو الثاقبة تُصدر هذه الموجات وتصدر هذه الطرقات بدقة مذهلة، حتى إنهم يعتبرونها من أدق الساعات الكونية على الإطلاق، أدق من أي ساعة على الأرض، فهي تصدر هذه الطرقات بصورة شديدة الانتظام، ولا تخطئ في عملها أبداً.


ففي هذه السورة يخاطب الله تبارك وتعالى الناس جميعاً ويقول لهم: {إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}


 أي كما أن هذه النجوم التي خلقتها وحدثتكم عنها وعن عملها ودقتها التي لا تخطئ،

كذلك فقد وكَّلت عليكم ملائكة لا تخطئ في كتابتها أبداً، لا تخطئ في كتابة أي شيء يصدر عنك أيها الإنسان، فكل شيء مكتوب ومحسوب، ولا يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء.

أحدث أقدم