 |
كتبت /هاجر طارق السيد أحمد
الحلقة الثالثة(أوهن البيوت)
بيت العنكبوت هو أوهن البيوت علي الإطلاق من حيث بنائه ودقة خيوطه التي لا تقي حراً ولا قراً ولا تدفع عن ساكنه عدواً كما قال أهل التأويل رحمهم الله.
و على الرغم من أن بيت العنكبوت هو أوهن البيوت على الإطلاق، إلا أنه يكون فخاً منصوباً لأية حشرة تقترب منه أو تمرُّ عليه.
قال الله تعالى:(مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).
لماذا جائت تاء التأنيث في كلمة "اتخذت"؟
"العنكبوت"مذكر أم مؤنث؟
هل نقول "هذه عنكبوت"، أم "هذا عنكبوت"؟
الصحيح هو "هذا عنكبوت"، لأنه مذكر. فَلِمَ جاء الله تعالى بتاء التأنيث مع كلمة العنكبوت وقال: "اتخذت"؟
عاب الطاعنون في دين الله، والمشككين، فقالوا هذا خطأ في القرآن، والعياذ بالله،
لكن شاء الخالق سبحانه أن يترك لنا معجزة، لتزيدنا يقيناً، وتزيد الكافرين ذلة ومهانة.
*جاء العلم الحديث ليثبت أن أنثى العنكبوت هي الوحيدة القادرة على بناء البيت والشبكة العنكبوتية، أما ذكر العنكبوت فلا حيلة له، يخرج فقط خيوط يستعملها للانتقال والتحرك فقط، ولا قدرة له على بناء بيت.
لذلك جاءت تاء التأنيث لتوقر الإيمان في قلوبنا ولنعلم أنه الحق.
بناء بيت العنكبوت:
1-لا تبدأ الأنثى في بناء هذا البيت إلا حينما تصل إلى مرحلة البلوغ والاستعداد للزواج، فتقوم عند ذلك ببناء بيتها والذي يكون عامل جذب قوي للذكر غير القادر على البناء بطبيعة خلقته.
2-تقوم الأنثى ببناء بيتها بخيوط منسوجة بتداخلات فنية وهندسية خاصة بحيث تكون شديدة الحساسية لأية اهتزازات خارجية، وهذه الخيوط مشبعة بمادة لزجة صمغية تلتصق بها أية حشرة بمجرد مرورها عليها أو الاقتراب منها، وهذه الخيوط تقوم بتقييد الحشرة حتى تأتي أنثى العنكبوت فتفترسها.
3-بعد أن تتم مرحلة التزاوج وينتهي الذكر من تلقيح الأنثى، تذهب الأنثى إلى مكان بعيد آمن حيث تضع بيضها وبينما الذكر في بيته يشعر بالأمان، إذا بالأنثى تنقض عليه فتأكله، وهذا الأكل لا بد أن يتم؛ حيث إن أنسجة الذكر مهمة في عملية إنضاج البيض.
"بيت عجيب من أسوأ البيوت على اﻹطلاق"
*تقوم أُنثى العنكبوت بقتل الذكر بعد أن تنجب الأولاد وتلقيه خارج البيت.
*وبعد أن يكبر الأولاد يقومون بقتل اﻷم وإلقائها خارج المنزل.
لذلك وصفها القرآن بآية واحدة..
(وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)
سبحان الله !!!
لقد كان الناس يعلمون مدى الوهن في البيت الحسي للعنكبوت لكنهم لم يدركوا الوهن المعنوي إلا في هذا العصر...!! وبالتالي جاءت الآية : لو كانوا يعلمون !!
أنزل الله تعالى سورة بإسم هذه الحشرة السيئة الصيت،
وذكر عنها آية واحدة مع أنّ السورة تتحدث من أولها لآخرها عن الفتن،
فما علاقة الفتن بالعنكبوت ؟
إنّ تداخل الفتن يشبه خيوط العنكبوت
فالفتن متشابكة ومتداخلة فلا يستطيع المرء أن يميز بينها وهي كثيرة ومعقدة ولكنها هشة وضعيفة إذا استعنا بالله ..