بقلم /أسماء صلاح
《وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ》
كانت تعيش في أعظم قصر في زمانها.... تحت يديها الكثير من الجواري والعبيد ...
حياتها مرفهة... متنعمة...
زوجها طغى وتجبر... وأراد أن يقدسه الناس.
فنصب نفسه إلهآ عليهم... وأصدر قرار الألوهية من قصره فقال " أنا ربكم الأعلى " إنه فرعون ...
فرعون الذي نسي أنه كان نطفة مذرة....
... هذا المتكبر... بكل ما يملكه من مال وجنود وعبيد... تحداه أقرب الناس إليه... تحدته زوجته " آسية بنت مزاحم "
وهي إحدى أربع نساء هن #سيدات_نساء_العالمين..
انها #آسية التي آمنت برب العالمين...
جاءت إلى زوجها المتكبر عندما قتل الماشطة التي كانت تمشط ابنتها… الماشطة التي قالت له متحدية ربي وربك الله ...
نتيجة لذلك التحدي قذفها في النار هى واولادها...
وعندما أسمع الله آسية كلام ابن الماشطة وهو يبشر أمه بما أعده الله لها في الجنة لتصبر على الأذى وتثبت على ايمانها ولا تخشى نار فرعون..
ازدادت إيماناً ويقيناً وتصديقاً
وعندما اكتشف فرعون ايمانها...ورأى تمسكها بدينها وإيمانها خرج على الملأ من قومه
فقال لهم: ما تعلمون من آسية بنت مزاحم "؟...... فأثنى عليها القوم.....
فقال: إنها تعبد رباً غيري
فقالوا: " أقتلها "
ومن ثم نادى فرعون زبانيته...
فأوتدوا لها أوتاداً وشدوا يديها ورجليها ووضعوها في الحر اللاهب... تحت أشعة الشمس المحرقة ووضعوا على ظهرها صخرة كبيرة ...
لقد كانت متنعمة بالفرش الوثير وشتى أنواع الطعام... والمقام الكريم.
والآن تضرب بالأوتاد تحت أشعة الشمس وعلى ظهرها صخرة كبيرة....
وليت فرعون وقف عند ذلك... ولكن عندما تأكد من قوة ايمانها..وانها لن ترجع عن دينها...
قال لزبانيته: "انظروا أعظم صخرة تجدونها , فإن مضت على قولها فألقوها عليها , وإن رجعت عن قولها فهي امرأتي...
فلما أتوها رفعت بصرها إلى السماء , وقالت { رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ }
فأبصرت بيتها في الجنة , ومضت على قولها..
حتى قبض الله روحها رضي الله عنها , وألقيت الصخرة على جسد ليس فيه روح ...
كان فرعون أعتى أهل الأرض وأكفرهم فو الله ما ضر امرأته كفر زوجها حين أطاعت ربها....
جعل الله حال امرأة_فرعون مثالا لحال المؤمنين ترغيباً لهم في الثبات على الطاعة والتمسك بالدين والصبر في الشدة
وأن صولة الكفر لا تضرهم كما لم تضر امرأة فرعون، وقد كانت تحت أكفر الكافرين وصارت بإيمانها بالله في جنات النعيم
فمن كان واقعاً في معاصي وليس في استطاعته هجر المكان الذي فيه أهل المعاصي كمن كان يتعاطى المخدرات في بيته وفيه أخ له يتعاطى معه أو إخوان يتعاطون معه .....وغير قادر أن يترك البيت ويعيش في مكان آخر وقد ترك المخدرات و تاب لله ويخشى على نفسه الانتكاسة من وجوده معهم في بيت واحد ...
فهذا عندما يصدق مع الله في توبته وتركه للسوء فإنه لا يضره معصية غيره ...
فإن معصية أكفر الكافرين فرعون لم تضر امرأة فرعون بل زادت ثباتاً...
وفي قصة آسية حث للمؤمنين على الصبر في الشدة ...، فلا يكون المرء في الصبر عند الشدة ضعيف ...
وتعلمنا ايضا القصة حسن الظن في أن الله سوف يعوض مكان الصبر خيراً ,
فعوضها عن السيادة في الدنيا بأن تكون من أفضل سيدات الجنة...