في منتصف الحفل اكتشفت أنها تغني للعالم الآخر ولا يوجد بشر في الحفل سواها وفرقتها،فكيف كان مصيرها؟


كتبت/سماء جمال صابر


في إحدى القرى قديمًا في دولة الكويت ،كانت هناك مغنية مشهورة يحبها الناس كثيرًا وهي "نورا الطقاقة" وكان صوتها العذب سببًا جليًا في سعادة الناس الغامرة في الاستماع إليها دون كلل أو ملل،لدرجة أنك إذا سمعت من هنا أو هناك أنه يقام عرس في مكان ما بالكويت،تتيقن أن "نورا" وفرقتها سيحلون ضيوفًا كرامًا في هذا العرس.


كانت "نورا" تعمل في كل يوم باستثناء يوم واحد تأخذ منه إجازة هي وفرقتها المكونة من فتيات فقط،ليسترحن ويُرِحن أبدانهنّ، ليستجمعن قوتهن ونشاطهن ليكملن ما تبقى من أيام الإسبوع في نشاط.ولكن في إحدى أيام الإجازة،وجدت "نورا" هاتفها يرن، تناولته لترى ممن المكالمة لتجد نفسها تتحدث مع امرأة ذات صوت أجشٍ،وتريدها أن تغني في زفاف ابنتها،رفضت "نورا" قائلة بأنه يوم الاجازة ولا تعمل فيه إلا للضرورة القصوى،ولكن المرأة صممت وعاندت حتى وافقت "نورا" وأخبرت فتيات الفرقة.


ذهبت الفرقة في سيارة متجهة إلى المكان الذي وصفته المرأة لهم،ولكن "نورا" لم تكن على طبيعتها وتشعر بشيء غريب تكاد تشعر به للمرة الأولى، لم تشعر بالاطمئنان اطلاقًا،وكأن قلبها يحمل شيئًا ثقيلًا لم تعرف ما هو.


وعند وصولهن،وجدوا أنفسهم أمام بيتٍ فخمٍ وكأنه قصرٌ ملكيّ، خطون الخطوات الأولى تجاه البيت وقابلن المرأة التي تحدثت مع "نورا" عبر الهاتف،وكانت سيدة ضخمة في زيّ أسود،"نورا" وفرقتها شعرن بشيء غريب تجاه النساء،وكأن جلدهن خشن وملمسه يكاد يؤذيهن،فتسلل الخوف إلى قلوبهن ولكنهن صبرن ولم يبدين أي خوف.


تحضرن للفقرة الأولى وعزفت الفرقة عزفًا أحبه الناس حبًا جمًا،وشرعوا في الرقص بطريقة هيسترية استغربت لها الفرقة بأكملها،وخاصةً عندما أشارت الساعة إلى منتصف الليل،شعرن وكأن البيت يهتز من شدة الحماس وقوة الرقصات. وبعد تلك الفقرة ذهبت الفرقة إلى غرفتها ولكن "نورا" كانت تشعر بالتعب كثيرًا فصعدت إلى الطابق الثاني لتستريح بعيدًا عن الأعين،ولكن المفاجأة كانت كبيرة، تجد التراب يغطي الأرضية والزجاج منكسر ومبعثر هنا وهناك،ولكنها غطت في نوم عميق ولم تكترث.


بعد ساعة تقريبًا استيقظت "نورا" وكانت تتجه نحو الأسفل، الا أن باب الغرفة كان مقفلًا بإحكام ولكنها بعد اصرار تغلبت على قوته وفتحته، رأت "نورا" طفلًا صغيرًا يبكى فظنت أنه من أحد المعازيم ولربما أضاع طريقه فذهبت إليه تحضره وتنزل إلى الطابق السفلي،ولكن الفتى دخل غرفة مظلمة وأقفلها ثم لم تستطع نورا فتحها وعندما استدارت لتكمل طريقها،شعرت وكأن سلاسل قوية تقيد قدميها،وسمعت صوتًا يهمس في أذنيها يقول: غني ،غني أنا أحب صوتك كثيرًا،غني. ارتعبت الفتاة واتجهت راكضة نحو أسفل.


وإذ بها تجد الفرقة خائقة يبحثن عنها في كل مكان،وعندما وجدنها أخبرنها بأنهن يتوجب عليهن المغادرة،ولكن "نورا" أخبرتهن بأنهن يتوجب عليهن إكمال الحفل أولًا. وعندما حان ميعاد الفقرة الأخيرة،نفس الحال كما كانوا صوت عذب ورقصات جنونية،ولكن أمرًا غريبًا لم يكن في الحسبان حدث، أرجل الناس كانت عبارة عن أرجل حيوانات وليس بشر،الأمر الذي جعل إحدى فتيات الفرقة لم تحتمل وفقدت وعيها. 


وعندما غادرن الحفل،وجدوا رجلًا عجوزًا يسألهن من أي مكان جئن في هذا الوقت المتأخر من الليل،فأجَبنَهُ بما حدث،نظر إليهن في عجب وأخبرهن بأن ذلك البيت مملوء بالجن والناس من حوله يسمعن أصوات غريبة صادرةً منه ،فعلمن تفسير الأشياء الغريبة التي حدثت معهن،ولكنهن قررن بعدها الاعتزال ولم يذهبوا لأي خفل زفاف بعدها.

أحدث أقدم