شقة ليلي مراد



كتبت /نور وائل مصباح



هناك..، وسط البلد، تحديدا في تقاطع شارع شريف مع شارع قصر النيل، توجد ثاني اكبر عمارة رعب في مصر، انها عمارة الايموبيليا، شهدت تلك العمارة الكثير والكثير، وكان الي ليلي مراد نصيب في ان تسكن تلك العمارة تحديدا في الدور الحادي عشر، توفت ليلي مراد وفاةطبيعية لم يكن فيها اي جانب من الغموض عام 1995.

رفض ابنها الفنان ذكي فطين عبد الوهاب بيع تلك العمارة بسبب حبه الشديد وشدة تعلقه بوالدته وتركها كما هي بما فيها من آثاث. 

كان من احلام المخرج المشهور خالد الحجر ان يسكن في تلك الشقة التي كانت تسكنها ليلي مراد ويكون من سكان تلك العمارة التي عاش فيها اعلام الفن في عصرهم من محمد فوزي ونجيب الريحاني وكاميليا واسمهان والكثير والكثير. 

عرض علي ابنها الفنان ذكي فطين عبد الوهاب والذي كان من اصدقائه المقربين مبلغ كبير من المال حتي يشتري تلك الشقة ولكن رفض قائلا: "دي حاجات والدتي ومينفعش افرط فيها او ابيعها". 

ولكن لقرب خالد الحجر منه قرر ألا يبيعها له ولكنه سيأجرها له حتي يحتاجها ذكي فطين عبد الوهاب لمعرفته بشدة تعلق خالد بوالدته، فرح خالد فرحا شديدا لانه سيسكن تلك الشقة التي كانت من اقصي احلامه. 

ذهب خالد وذكي إلي الشقة ليسلمها له وعندما وصلوا بدأ خالد يتجول في الشقة ولكن عندما اقترب من المطبخ سمع صوت اقرب الي صوت ليلي مراد يقول:" اهلا وسهلا نورت يا خالد"وبالطبع هو وحده من سمع تلك الصوت فاقنع نفسه بأنها هواجس بسبب يومه المرهق والصعب. 

بدأ الترحيب الحقيقي بخالد من اول يوم له في تلك الشقة حيث كان خالد جالس يكتب سيناريو علي ضوء خافت وفجأة احس بخيال شئ مر من امامه، ألتفت ليري ماذا هناك ولكنه لم يري شئ فأكمل كتابته وكأن شئ لم يكن، ولكن تكرر الموقف ثانيا، فأوقف كتابته وقرر التركيز ليعرف ماذا يحدث، وجلس ليراقب كل شئ وبالفعل مر من امامه شبح لسيدة ترتدي روب ابيض وكان شعرها قصير وكانت متوسطة الطول مرت من امامه وابتسمت له واكملت طريقها حتي اختفت. 

فحاول عدم تصديق ما رأه بحجة انه مرهق، وقرر ان ينام ليؤكد لنفسه انه بالفعل متعب ويجب ان يرتاح. 

استيقظ خالد في الصباح، وقام بفتح الستائر والشبابيك ونزل ذاهبا إلي عمله، وعندما عاد تفاجئ من هول ما رأه فقد وجد كل الشبابيك مغلقة. 

تكرر الموقف عدة مرات وفي تلك الفترة بدأ خالد يري اطياف واشباح ينظرون له ويبتسمون له ولكن دون ان يلحقوا به اي نوع من الاذي،وفي كل مرة يقنع نفسه بأن كل هذا من صنع خياله فهو لن يتخلي عن حلمه في ان يسكن تلك الشقة. 

وكان اي شخص يأتي الي خالد تلك الشقة كان يري اشباح لاشخاص مختلفة فاقتنع خالد اخيرا ان الشقة مسكونه. 

قرر ان يبحث في كل الشقة لعل وعسي ان يصل الي طرف الخيط الذي سيدله الي الحقيقة. 

وبالفعل بحث خالد في الشقة كلها حتي وصل الي الصندرة التي لم تفتح برغم كل المحاولات التي قام بها خالد حيث عقب علي ذلك قائلا: "انا كنت بحس ان فيه ناس بتشدني وانا بحاول افتحها" فاحس ان حل اللغز فيها فقرر اللجوء الي احد من اصدقائه، فاحضروا سلم وحاول الدق علي القفل ولكن احس بشئ حرك السلم بشده فوقع خالد من علي السلم واصيب بكدمات كثيرة. 

فقرر ان يقص علي ذكي كل ما حدث وفي وسط حديث خالد مع ذكي وخاصة عندما بدا يحكي مواصفات السيدة التي مرت من امامه اول يوم اكد ذكي له ان تلك المواصفات هيا مواصفات والدته يوم مفارقتها للحياة، واكد له انه عاني من كل هذا عندما قرر ان يعيش في تلك الشقة. 

لجأ خالد الي شخص روحاني حتي يعرف ما سبب كل هذا، اكد له ان الشقة نظيفة تماما ولا يوجد بها اي شئ ولكن من الممكن وجود طاقة لا اكثر ولكن هي طاقة روحانية مسالمه، ونصح هذا الشخص خالد ان يتكلم معهم ويتواصل معهم، وبالفعل نفذ خالد كل هذا، وفي يوم من الايام كان خالد نائم فشعر بيد علي كتفه فقال: "سيبوني عايز انام عندي شغل الصبح" وبالفعل هدأ كل شئ، وفي اليوم التالي كان ذاهبا للعمل فكان الاسانسير يصعد الي الخامس ثم ينزل الي الرابع وتكرر عدة مرات فقال خالد: "يا جماعه لو سمحتوا سيبوني انزل عندي شغل بطلوا تهريج" فعاد الاسانسير الي حالته الطبيعية وسط ذهول خالد. 

وفي يوم اخر كان خالد منهمك في كتابة سيناريو فسمع اصوات طرقات علي كل الابواب فحاول ان يحدثهم فلا جدوى من ذلك فأدرك انه لم يعد مرغوب فيه هنا فقام وجمع كل اشيائه وسط كل هذه الضوضاء وخرج من الشقة وهو ينوي انه لن يعود مرة اخري، فقابل البواب وقص عليه ما حدث فرد البواب قائلا: "يا استاذ خالد انا مش عارف اي اللي سكنك فيها من البداية، ناس كتير قبلك سكنوا فيها وخافوا ومشوا، حتي الجيران كلهم بيخافوا يعدوا من قدام الشقة، معروف ان احنا بنسمع فيها اصوات حفلات وصوت ليلي مراد بتغني وحاجات غريبة كتير والجيران كلهم سمعوا الاصوات دي وعارفين ان الشقة مسكونه والكل مستغرب انت ازاي قدرت تعد كل ده والله يا استاذ خالد لو اديتني مليون جنية بردو عمري مهعد فيها". 

وفعلا قرر خالد انه لن يعود مرة اخري. 

فقرر ذكي ان يعرض الشقة للبيع، وبالفعل باع الشقة الي سيدة غنية تدعي منار وكانت تعيش في الخارج وفرحت جدا عندنا عرفت انها شقة الفنانه ليلي مراد، ولكن ايام وتركت الشقة وقصت ما حدث لها في برنامج" معكم مني الشاذلي". 

قرر خالد الحجر ان يبحث في ذلك الموضوع ليصل الي الحقيقة ويعرف سبب ما يحدث في تلك الشقة.

فعرف ان في سنة 1995 كان هناك رجل اعذب يعيش في الدور الخامس، فتواصل مع سمسار ليحضر له خادمة، وعندما اتختلفوا الاثنين علي المبلغ الذي ستأخذه قتلها واتصل بالسمسار واحضره للبيت وقتله لانه هو الوحيد الذي يعرف مكان تلك الخادمه ولكن لاننا في بلد يحكمها الدستور والقانون تم القبض علي الجاني وتم اعدامه. 

 وتتوالي السنوات وشقة الفنانة ليلي مراد مغلقة كما هي بكل ما فيها من آثاث يخص الفنانه ليلي مراد واصبحت لعنة الي اي احد يقرر ان يسكنها وليست الشقة فقط بل العمارة بأكملها، فكما قلنا ان عمارة الايموبيليا ثاني اخطر واكبر عمارة رعب في مصر بعد عمارة رشدي بالاسكندرية،فصدق من قال ان عمارة الايموبيليا بها الغاز واسرار لم ولن يعرفها اي احد حتي يأتي وقتها ان تكشف.

أحدث أقدم