كتبت:سماء جمال صابر
هو الكاتب أو العراب، كما يطلق عليه البعض، أحمد خالد توفيق، الذى ولد 10 يونيو بمدينة طنطا، وبالرغم من أنه تخرج فى كلية الطب إلا أنه قد شغف الأدب حبا؛ وهو ما دفعه إلى الاتجاه إليه؛ إذ انضم إلى المدرسة العربية الحديثة 1992 وبدأ كتابة أول أعماله بسلسلة الرعب «ما وراء الطبيعة»، والتى استطاعت فى وقت قصير أن تحقق نجاحا باهرا، بالرغم من أن هذا النوع من الأدب، لم يكن مشهورا بالوطن العربى.
وتبعها بسلسلتى سافارى وفانتازيا، فضلا عن بعض الروايات الأخرى التى كان لها صدى واسع لدى الشباب، كرواية يوتوبيا والسنجة. أثرت عليه دراسته للطب التى كانت تظهر بين ثنايا كتاباته فى كثير من الأحيان؛ حيث تحدث فى كتابه «الطريف فى طب الريف» عن فترة التكليف الطبى، كما ظهرت شخصية الطبيب فى كثير من أعماله، مثل رفعت إسماعيل العجوز الذى يعالج مرضى الدم، وأحمد عبدالعظيم الطبيب الذى أخذ دور البطولة فى سلسلة سافارى، إلى جانب أنه ناقش الكثير من تاريخ الأمراض فى أعماله وهو ما سنلقى عليه الضوء فى الأسطر المقبلة.
«الموت الأصفر»
دائما ما كان حضور الأوبئة مرهونا بالبشر فى رواياته؛ إذ كان يُرجعها إلى فاعل بشرى، مشيرا إلى أن تلك الأوبئة والفيروسات لو تركت وشأنها ستنمو بشكل أكثر بطأ، أما التدخل البشرى فهو ما يجعل الأمر أكثر سوءا. فالمجرم فى المقام الأول فى نظر توفيق كان الإنسان، فهو أكثر توحشا من أى داء فتاك على وجه الأرض بفعل تدخله السيئ، ولذلك كان يجسده فى صراع دائم مع الطبيعة.
فى رواية «الموت الأصفر» تحدث فيها أحمد خالد توفيق عن أعراض الحمى النزفية التى تشبه أعراض الإنفلونزا، تبدأ بصداع وارتفاع فى درجة الحرارة وألم فى الجسد، ولكنها فى اليوم الخامس، مثل كل الحمى النزفية، تبدأ فى النزيف، وما يلبث الفيروس أن يتسلل شيئا فشيئا إلى الكبد، بعدما ينجح فى تلفه محولا إياه إلى عجين أصفر، وهو ما اشتق اسم الرواية «الحمى الصفراء»، ثم يتحول المرض إلى نزيف دام من فتحات جسده المختلفة والتى ستأخذه فى نهاية المطاف إلى الموت.
«عن الطيور نحكى»
هى الرواية التى تحكى عن الوباء الفتاك الذى لم يستطع الأطباء السيطرة عليه، فطفق يأخذ روحا تلو الأخرى.. عن قرى ألاسكا التى أبيدت بالكامل.. عن الطيور التى نالها النصيب الأكبر، عن الأوبئة والخطر والرعب تتحدث.
يتحدث الكتاب عن رحلة بين الكاميرون وألاسكا. كانت رحلة ألاسكا للبحث عن الفيروس المسئول عن الإنفلونزا الإسبانية، التى استطاعت أن تدمر أكثر من 30 مليون فرد عام 1918، وعندما يقرر بطل الرواية إسماعيل عبدالعظيم أن يعود إلى بلدته فى الكاميرون، يستقبله وباء آخر ألا وهو إنفلونزا الطيور التى تمكنت من إبادة عشرات الملايين أثناء الحرب العالمية فى الغرب، وعادت من جديد لتغدو ضمن قائمة الأوبئة الفتاكة بالقارة السوداء.
انتقل ذلك الفيروس من خلال عينة من رئة امرأة ماتت بالفيروس منذ 80 عاما، ولكن تلك العينة سقطت عن غير قصد لتستقر فى يد أحد المزارعين الذى قام بطحنها مع الطعام الذى يقدمه لدجاجته، ومن ثم كانت تلك الدجاجة مصدرا ناقلا للفيروس.