كتبت/هاجر طارق السيد أحمد
علم الفلك من أقدم العلوم الطبيعية، وقد سميى علم الفلك بهذا الاسم لأن الفَلَك هو مدار النجوم.
في العصور التاريخية المبكرة، كان علم الفلك يتألف فقط من المراقبة والتنبؤ بحركات الأجرام المرئية بالعين المجردة.
خلال عصر النهضة، اقترح نيكولاس كوبرنيكوس نموذج مركزية الشمس للنظام الشمسي. ومن هنا كانت بداية لعلم الفلك الحديث.
"نيكولاس كوبر نيكولاس"
هو الفلكي البولندي العظيم الذي وضع بداية للفلك الحديث والذي أيقظ العلماء الفلكيين وحفزهم على تكملة الثورة الفلكية.
في العشرينات من عمره ذهب الى إيطاليا وتخصص في دراسة الطب والقانون ثم حصل على دكتوراه في التشريع.
ورغم هذه التخصصات التي قام بدراستها، كان اهتمام هذا العالم شديد بالفلك، وجائت أعماله الفلكية في أوقات فراعه.
أثناء وجود هذا العالم بإيطاليا، درس أعمال الفيلسوف الإغريقي "أرستارخوس".
وجد نيكولاس عند دراسته لأعمال هذا الفيلسوف (أن الأرض والكواكب الأخرى كلها تدور حول الشمس) واقتنع بهذا.
وعندما بلغ نيكولاس الأربعين من عمره، كان قد ألف بحثا عن (أن الشمس هى مركز هذه المجموعة الشمسية التي من بينها كوكب الأرض).
وألف كتاب "عن دورة الأجرام السماوية" أثبت فيه؛(أن الأرض تدور حول نفسها، وأن القمر يدور حول الأرض وأن الأرض والكواكب الأخرى كلها تدور حول الشمس )، ولكنه كان مترددا في نشره، ولم ينشره إلا في أواخر الستينات من عمره، ولم يرى النسخة الأولى من الكتاب إلا يوم وفاته (24 مايو 1543)
وعندما بلغ الستين من عمره، ألقى سلسلة من المحاضرات في روما عرض فيها نظريته.
ولكن لم ينجح نيكولاس في تقدير اتساع المجموعة الشمسية مثل الفلكيين الذين سبقوه.
كما أنه أخطأ في تصور شكل حركة الأرض (فقد تصورها دائرية أو نصف دائرية).
ورغم ذلك، فإن كتابه أثار اهتماما بالغا.
وقام أحد العلماء بنسب الفضل لما توصل اليه في علم الفلك إلي كوبر نيكولاس، لأنه هو الذي حول تخمينات "أرستارخوس" الى نظرية علمية مفيدة، بحيث يمكن التنبؤ بحركات هذه الكواكب.
وأدت نظرياته الي تغيرات هائلة في النظرة الفلسفية إلى كل شىء.
وكان كتابه "عن حركة الأجرام السماوية" نقطة البدء لعلم الفلك الحديث.