كتبت/ آيه عبد الرؤوف فهمي
رسم مونك اللوحة بعد تجربة نفسية مر بها وكتبها في مذكراته كنت أسير في الطريق مع صديقين لي ثم غربت الشمس، فشعرت بمسحة من الكآبة وفجأة أصبحت السماء حمراء بلون الدم، فتوقفت وانحنيت على سياج بجانب الطريق وقد غلبني إرهاق لا يوصف، ثم نظرت إلى السحب الملتهبة المعلقة مثل دم وسيف فوق جرف البحر الأزرق المائل إلى السواد في المدينة، استمر صديقاي في سيرهما، لكنني توقفت هناك ارتعش من الخوف، ثم سمعت صرخة تتردد في الطبيعة بلا نهاية "حدد الباحثون المكان الذي ظهرت بعض معالمه في اللوحة، وهو خليج أوسلفورد الواقع في أوسلو جنوب شرقيّ النرويج".
تعتبر هذه اللوحة التعبيرية" تجسيداً حديثاً للقلق " وقد بيعت عند عرضها في المزاد في مايو 2012 ب 119 مليون دولار.ويقول يورون كريستوفرسن الناطق باسم متحف مونش إن لوحة الصرخة عمل فني لا يقدر بثمن وهي تمثل رجلاً يعكس وجهه مشاعر الرعب واقفاً على جسر وهو يمسك رأسه بيديه ويطلق صرخة، على خلفية من الأشكال المتماوجة وتدرجات اللون الأحمر الصارخة. لقد أنتج إدفارت مونك أيقونة الذعر الوجودي في تأمل عواقب موت الإله النيتشوي، والمسؤولية اللاحقة التي ألقيت على كاهل الإنسان -الأوروبي- في إيجاد مغزى ومعنى للحياة.