آثار مدينة هيراقلون المصرية الغارقة

كتب / مي عبد المنصف مخلوف.


مازالت الحضارة المصرية القديمة لم تكشف عن الكثير من أسرارها بعد ، بين الحين والأخر تُظهر لنا الحضارة المصرية القديمة شيء جديد يجعلك تتعجب من عظمتها ، حضارة صنعها المصريين القدماء لابد وان تنبهر بها فهم برعوا في كل شيء .


المدينة التي سأتحدث عنها اليوم هي مدينة اعتقدها الجميع أنها أسطورة ولكن بحلول عام ٢٠٠١ كُشف الستار عن آثارها .


"ثونيس هرقليون" هي مدينة تقع شمال شرق شاطئ "أبو قير" والذي يقع على مسافة حوالي ٢٦ كيلومتراً إلى الشرق من الميناء الشرقي بمحافظة الإسكندرية ، والتي غرقت بأعماق البحر المتوسط منذ أكثر من ألف عام 


سُميت المدينة بذلك الأسم نسبةً ل "هرقل" وهو المقابل اليوناني ل "آمون جرب" الذي انتشرت عبادته بتلك المنطقة 



 فقد قام العالم الفرنسي "فرانك جوديون" بإكتشاف تلك المدينة والتي يبلغ عمرها ١٢٠٠ عام .


وبعد البحث لسنوات والذي بدأ من عام ١٩٩٦ ، قام ذلك العالم بفحص المنطقة الشاسعة "لخليج أبوقير" ، وعندما كان ذلك العالم في أحد مهام البحث رأى وجهًا هائلاً يخرج من أعماق المياه !!


ومن هنا وجد تلك المدينة المغمورة ، وهي على بُعد ٦,٥ كيلومترات ، قبالة ساحل الإسكندرية.


شُيّدت تلك المدينة أعلى مدينة "ثونيس" المصرية ، وكانت ميناءً لمصر القديمة على "البحر المتوسط" ، عثرنا بداخلها على أنقاض ، ضمّت (٦٤ سفينة ، ٧٠٠ مرساة ، الكثير من العملات المجهولة التي تعود للعصر البطلمي ، تماثيل يبلغ ارتفاعها ١٦ قدمًا ، توابيت كانت تُقدم كقرابين ، عُثر على لوحة تذكارية من العصر البطلمي تضمنت اسم المدينة، ومقدار الرسوم التي كانت تُدفع مُقابل المرور على الميناء ، وكذلك ما يُخصص من هذه الرسوم لمعبد هرقل) .


عثرت البعثة الأثرية المصرية الأوروبية التابعة للمعهد الأوروبى للآثار البحرية على جزء من معبد مُدمر بالكامل داخل القناة الجنوبية في منطقة أطلال مدينة "هيراقليون" .


يُعد غرق تلك المدينة سر من أسرار المصريين القدماء فكيف يُمكن لشيء بعظمة تلك المدينة أن يتم غرقه هكذا ، فمن المُؤكد أن شعبها وصل إلى درجة كبيرة من الرقي والعلم والإزدهار ؛ لوجود النقوش النادرة والمخطوطات التي وجدت في قاع البحر ، والمشغولات الذهبية ، والتماثيل الأثرية .

رجح بعض العلماء أن من أغرقها هو حدوث زلزال أو ما شبه ولكن السر الحقيقي وراء غرقها غامض الى الآن.

أحدث أقدم