كتبت / أمل السعيد البسيوني
إذا كان الشعر يعتمد علي البصر فإنه أكثر ما يعتمد علي البصيرة وصفاء القلب والروح، معظمنا يرون المجهول علي قدر نقاء وصفاء روحنا، فكلما كانت النية صافية كانت الروح أنقي لتتقبل هذا الكم من ضغوطات الحياة فيعبرون الشعراء بما يشعروا به من مرارة وحلاوة الحياة.
وهذا ما تم إثباته من تجارب شعراء العرب القدامي عبر التاريخ كانوا (عميان)، لكنهم أجادوا في الوصف والإبانة والبلاغة.
نتجول الآن مع خمسة من الشعراء القدامي الذين برغم أنهم لا يبصرون إلا أنهم قدموا أفضل أجواد الشعر، وهؤلاء الخمسة منهم من مات مقتولا ومنهم مم اتهم بالزندقة«هي وصف أتباع الديانات الوثنية والدجالين».
وهم:
(1) الشاعر أبو العلاء المعري لقب "برهين المحبوسين" فقد البصر في سن الرابعة لإصابته بمرض الجدري.
(2) بشار بن برد ولد أعمي، وقد اعتقل من قبل الخليفة المهدي لتغزله بإمرأة " وأغرب شيء أن يكون ذلك الأعمي قادراً علي وصف نساء لم يرهن" وقد مات مقتولا.
(3) جمال الدين الصرصري أشتهر بأشعاره في"المديح النبوي".
(4) أبو بكر المخزومي ولقب بالأعمي الشريف.
(5) علي بن جبلة العكوك«يعني القصير السمين»، ويقال سبب موته الخليفة المأمون بعد أن بالغ في أمير الكرخ، وهناك من يري السبب بتعلق أبيات بها زندقة.
كل هذا يكشف أن روح الإبداع الحقيقية شيء غامض يرتبط بأعماق النفس البشرية وهو جزء من أسرار الإنسان.