الصحابى الذى لقب بذو البجادين

كتبت/آلاء عصام 


كان يسمى" بعبد العزى بن عبد نهم"فى الجاهلية قبل أن يطلق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إسم عبدالله، وقد نشأ يتيماً، فتكفل به عمه الغنى، ولكنه اثر الاسلام على رغد العيش، وقد وقع الإيمان فى قلبه وأسلم، وهو فى عمر ١٦عاماً، وعندما أسلم وأراد ان يهاجر مع المسلمين، عرض على عمه الإسلام، فرفض عمه وغضب غضباً شديداً، وهدده قائلاً (والله لئن أسلمت لأنتزعن كل ما أعطيتك) فرد الفتى قائلاً (إن نظرة من محمد أحب إلى من الدنيا وما فيها).


وعندما عزم الفتى على السير للحاق بمحمد صلى الله عليه وسلم، فتوجه إلى النبى صلى الله عليه وسلم، ذهبت أمه إلى قومها فقالت إن "عبد العزى" توجه إلى محمد فالحقوا به وردوه، وخذوا ثيابه فإنه اشد الناس حيائاً، فأخذوا ثيابه وردوه، فقعد فى البيت، فرفض أن يأكل ويشرب، حتى يلحق بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فذهبت أمه إلى قومه، فقالت أعطوه ثيابه فإنى أخشى أن يموت فرفضوا. فأخذت الأم بجادها فقطعته قطعتين ثم زرت إحداهما فأزرته ووضعت الآخر على رأسه، وقالت اذهب، 

فسار حتى وصل إلى المسجد النبوى ليلاً وبات فيه، وحين جاء النبى صلى الله عليه وسلم، وسأله من أنت قال أنا "عبد العزى بن عبد نهم"وقص عليه قصته، فقال النبى صلى الله عليه وسلم بل انت" عبد الله" واشتهر بعد ذلك بذو البجادين


وعندما خرجوا إلى غزوة تبوك قال للرسول صلى الله عليه وسلم، يا رسول الله ادعو لى بالشهادة فقال رسول الله (اللهم إنى اُحرم دمه على الكفار) فقال يا رسول الله ليس هذا ما أردت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إنك إذا خرجت غازياً فى سبيل الله فأخذتك الحمى فقتلتك فأنت شهيد، أو وقصتك دابتك فأنت شهيد، لا تبال بأيه كان) فلما نزلوا تبوكاً وأقاموا فيها توفى "عبدالله ذو البجادين"


 وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال: قمت فى جوف الليل وكنت مع رسول الله فى غزوة تبوك، فرأيت شعلة من نار ناحية المعسكر، قال فاتبعتها انظر إليها، فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر، وإذ "عبد الله ذو البجادين " قد مات وإذا هم قد حفروا له حفرته، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فى حفرته، يقول (دلِيَا إلىَّ أخاكما) أى أنزلاه، فدلياه إليه، فلما هيأه لشقه، قال:

 (اللهم إنى امسيت راضياً عنه فارض عنه) 

قال ابن مسعود ياليتنى كنت فى اللحد مكانه. 


(وهؤلاء قوم صدقوا فى عهدهم مع الله ورسوله)

أحدث أقدم