كتبت / نورهان حسام سعد
يتجنب الزوجين في بداية الزواج وقوع أي خلافات زوجية بينهم حرصًا منهم علي إقامة علاقة أسرية و زوجية ناجحة ، و لكن مع مرور الوقت و تراكم ضغوط الحياة يصبح ذلك أمرًا صعبًا ، ولذلك لا يوجد بيت يخلو من المشاكل التي تتباين بين خلافات مقبولة تعمل علي كسر الروتين و خلافات مكروهة تجعل الحياة لا تطاق ، و سرعان ما تتحول الخلافات الي صراعات بين الزوجين و يؤثر ذلك بالسلب علي أطفالهم . و تظهر علي الطفل من خلال سلوكياته ، شخصيته ، تفاعله مع المجتمع ، انفعالاته ، لذلك فإن المشكلات الأسرية مهما كانت طبيعتها أو تصنيفاتها فإنها تؤثر علي تنشئة الطفل سواء علي المستوي القريب أو البعيد .
و تختلف المشاكل الأسريه باختلاف أنواعها منها : ( مشاكل ثقافيه ، نفسية و انفعالية ، الأدوار الإجتماعيه ، إقتصاديه ، وغيرها )
و من أسباب المشاكل الأسريه : صعوبة التواصل ، الوضع المادي ، العنف الأسري ، غياب الإحترام المتبادل ، التأثيرات الخارجيه ( من الاقارب و الأصدقاء والتدخل في شؤونهم الخاصه)
ومن الأثار الناجمة عن المشاكل الأسريه علي الاطفال : أضرار نفسيه ، تراجع التحصيل الدراسي ، انعدام الشعور بالأمن و الثقه بالنفس ، خلل في الانضباط و السلوك ، الإنتحار ..
أثر المعاملة السيئة على الشخصية.
* تؤثر معاملة الوالدين السيئة سلبا على شخصية أولادهم بكل جوانبها النفسية والانفعالية والاجتماعية، وتجعلهم غير قادرين على التكيف مع المجتمع.
* فالأب المتسلط المتجهم العصبي المزاج يثير مخاوف أطفاله ليؤمن تلبية طلباته، وهذا الجو المشبع بالتوتر والانفعال سيؤثر سلبا على الشخصية في الطفولة والمراهقة والرشد، ويؤدي إلى عدم التوازن النفسي والانفعالي والاجتماعي، فيقبل الأولاد على الحياة وقد امتلأت نفوسهم بالحقد والعصيان.
فيجب علي الأباء تجنب الخلافات و التخلص منها عن طريق : الإعتذار ، التحلي بالهدوء ، مواجهة المشاكل ، عدم التركيز علي أخطاء الماضي ، تضييق دائره الخلاف ، عدم السماح للأخرين بالتدخل في شؤونهم الخاصة
إن بناء شخصية سوية للطفل يعتمد على جو الأسرة، الذي يجب أن يكون مشبعا بالحب والرعاية والعطف والعدالة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، يعتمد هذا البناء على تفهم الوالدين للطفل والصبر عليه، مدركين حاجاته وقدراته، لينتقل في حياته من مرحلة إلى اخرى بنجاح ويصبح عضوا فاعلا في المجتمع.