( تاريخ دولة بنى العباس )

كتبت /بسنت عادل

هل العباسيون لهم طموح سياسى أم لا ؟

اعتاد بعض المؤرخين على أن يتخذوا من ضعف الدولة الأموية مدخلاً لقيام الدولة العباسية ، وهذا يعنى أن ضعف الدولة الأموية هو سبب قيام الدولة العباسية ؛ لذلك كانوا يسهبون فى تقصى عوامل ضعف الدولة الأموية ، لكنه ليس كل الحقيقة ، إذ قد يؤدى ضعف الدول إلى سقوطها لكنه لا يؤدى إلى قيام دولة من بعدها ما لم يوجد ما يؤدى إلى قيامها .


الدعوة العباسية لم تنشأ من فراغ بل سبقها طموح عباسى لم يفصح العباسيون عنه إلا فى الجيل الثالث 

كان رأى بعض المؤرخين أن العباس ابن عبدالمطلب عم النبى صلى الله عليه وسلم ورأس الأسرة العباسية لم يطلب الخلافة لنفسه ،بل كان يقدم ابن أخيه على بن أبي طالب وأيضا من بعده إبنه عبدالله بن عباس ، فلما اغتيل على بايع عبدالله بن عباس معاوية للخلافة واعتزل السياسة وتفرغ للعلم ؛ ولكن هذا الرأي كان عند البعض الآخر غير صحيح لأن العباس كان لديه طموح سياسى وكان يتطلع أن يوليه الرسول صلى الله عليه وسلم بعض الولايات لكن الرسول لم يستجب له بعد وفاة العباس بن عبد المطلب سنة ٣٢ هجريا سار بنوه على نهجه و علت مكانة عبدالله بن عباس على أخوته سواء مكانته العلمية ولقب بترجمان القرآن أو مكانته السياسية التى جعلته يقوم بدور الوسيط بين الأطراف المتنازعة فى فتنة عثمان بن عفان وكان له صله بأم المؤمنين عائشة استطاع بعد نهاية هذا النزاع ومبايعته لمعاوية أن يأخذ منه الأمان لنفسه واشترط الصلح أن يستحوذ على المال الموجود في بيت مال البصرة وهذه الأموال جعلت بنيه فى سعة من العيش ، ومكنتهم فيما بعد من الإنفاق على الدعوة العباسية ولم يكن لعبدالله بن عباس أن يطمح إلى الخلافة كممثل لبنى هاشم فى حياة الحسن والحسين سبطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنه أظهر وعياً سياسياً وفهماً عميقاً لما نصح الحسين بن علي بعدم خروجه إلى العراق الذى أودى بحياته فى كربلاء سنة ٦١ هجريا ولعل بنيه قد ورثوا عنه هذا الوعى السياسى بعد وفاته سنة ٦٨ هجريا واستخدمهوه فى الثورة العباسية على الحكم الأموى .


  كان على بن عبدالله بن عباس مهيأ لزعامة بنى هاشم على الرغم من كونه أصغر أخوته ؛ ولكنه توافرت فيه صفات خِلقية و خُلقية أهلته للزعامة وقيل إنه كان أجمل قرشى فى وقته و أكثر صلاة حتى قيل له السجاد لعبادته وفضله وسمى أيضا ذو النفثات لأنه صار فى ركبتيه مثل ثفن البعير لكثرة سجوده . وكان يراود على بن عبدالله بن عباس أمل فى الخلافة فكان يخبر أن الأمر فى ولده وتزوج على بن عبدالله من لبلبة بنت عبدالله بن جعفر بن أبي طالب . أصبح على شيخ بنى هاشم بعد أن خلا البيت العلوى بفروعه الثلاثة بعد وفاة كل من محمد بن الحنفية ثم الحسن المثنى ثم زين العابدين على بن الحسين ، وكان له مكانه كبيره ف قريش وكان على بن عبدالله أول عباسى يظهر ما أخفاه سلفه من طموح سياسى وأعلن أن الخلافة ستذهب إلى بنيه .

أحدث أقدم