كتبت/هاجر طارق السيد أحمد
الحلقة الأولى
معجزات القرآن لا تعد ولا تحصى؛ فالقرآن الكريم كله من أول حرف فيه إلى آخر حرف معجز. وهناك معجزات حيرت الكثير من العلماء والمفكرين في جميع أنحاء العالم.
ولكن القرآن ليس بسبق علمي،فالقرآن ليس كتاب فيزياء فلكية ولا علوم كيمياء أو طب أو زراعة، أو غيرها من علوم الاستخلاف الأرضي التي فوضها الله إلى الإنسان، الذي جعله خليفة في الأرض، حسب قول القرآن.
بل هو كتاب هداية وتعريف لهوية الإنسان، فالقرآن لتعريف الإنسان سبب خلقه، وما هو دوره في هذه الحضارة، وما سيكون حاله وما ينتهي إليه وما ينتظره بعد موته.
أما جانب السبق العلمي ففي قوله :(سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).
-لذلك فإن ما جاء في القرآن الكريم من حقائقَ علميةٍ سيتم اكتشافها مع مرور الزمن.
فقد قال تعالى:(لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ ۚ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ).
-ونظرية الإنفجار العظيم التي تقول بأن السماء والأرض كانتا شيئاً واحداً، ثم انفصلتا، حيث بدأ الكون بذرة، وانفجرت بفعل حرارة كبيرة جداً وهي أشد من حرارة الشمس الداخلية،
قال تعالى:(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ).
-وعدم اختلاط مياه البحر، ومثال ذلك أن مياه البحر الأبيض المتوسط لا تمتزج مع مياه المحيط الأطلسي عند جبل طارق، مصداقاً لقوله تعالى: ( وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا)
وفي قوله تعالى:(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ).
-والظلمات الشديدة المتراكمة في أعماق البحر والأمواج العريضة التي تمنع وصول أشعة الشمس، وبالتالي يكون الوضع ظلاماً في قعر المحيطات شديدة العمق،
قال تعالى:(أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ).
-وكلما صعد الإنسان إلى أعلى باتجاه السماء فإن تنفسه يضيق، نظراً لنقص الأكسجين والضغط الجوي،
قال تعالى:(فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ).
فمثل هذه الموضوعات العلمية التي تتعلق بالحقائق الكونية لم تكن مدركة للبشر في زمن نزول القرآن، ثم أثبتها العلم لاحقا؛ حيث يؤمن المسلمون بأن القرآن معجزة وأنه دليل على نبوة محمد بن عبد الله ﷺ.