كتبت/ اسراء عصام شلتوت
بيّن النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنّ الله تعالى يبعث على رأس كلّ مائة سنة من يجدّد لهذه الأمّة دينها، وقد برز على رأس المئة سنة الأولى من الهجرة رجلٌ تأخّر عن عهد الصّحابة وكان من التّابعين الذين ساروا على منهج الله واستنّوا سنّة الرّسول صلى الله عليه وسلم في حياتهم، فكان عمر بن عبد العزيز حفيد الفاروق عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه من جهة أمّه، والذي تولّى خلافة المسلمين بعد حكم الخليفة الأمويّ سلمان بن عبد الملك، وقد حكم المسلمين فترةً قصيرةً عاش فيها الجميع في أمنٍ وأمان، حتّى فاض المال في بيت مال المسلمين ولم يكن هناك ثمّة محتاج.
كان عمر بن عبدالعزيز حاكماً عادلاً والحاكم العادل لايطول حكمه فكل هذا العدل الذى كانت فيه الأمة كان فى سنتين وخمسة أشهر وخمسة أيام.
وقد دفع يزيد بن عبدالملك بغلام ليضع السم لعمر بن عبدالعزيز، وكما ذكرنا الحاكم العادل لايطول حكمه لأن الجبناء لايرتضون الا العبودية، فجاء هذا الغلام ووضع السُم لعمر، فرآه غلامه فقال ياعمر انى اراك قد سُحرت، قال لا والله ولكننى قد سُممت، وأنا أعرف من وضع السُم، نادِى ذاك الغلام فنادى الغلام، قال لم فعلت ذلك؟ ومن دفعك على ذلك؟
قال: يزيد، قال: وبما؟ قال: بألف دينار ويعتقنى، قال هات الالف دينار ، وقال لوزيره: ضع الالف دينار فى بيت مال المسلمين،
وقال أما انت ايها الغلام فاذهب وأهرب حتى لايراك أحد
عفا عنه!!!
ماعُلقت له المشانق، ما أقام عليه الحد أمام الناس، وقد وضع له السُم! فهرب ذلك الغلام.
وفى سنه101 من الهجرة عن عمر39 عاماً فى مدينة اسمها حمص فى سوريا رحل ومات الحاكم العادل عمر بن عبدالعزيز
فلما سمع الناس بموته، بكى الاطفال ولهم آباء كأنهم ايتام، بكته النساء كأنهن أرامل، بكاه الصغار، بكاه الرجال.
حتى قال ملك الروم وكان كافراً(لقد مات اليوم ملكٌ عادل لايشبه عدله فى الوجود أحد).
قالوا لعمر بن عبدالعزيز وهو على فراش الموت لقد تركت خلفك سبعة عشرة ديناراً، ولك عشرة أبناء ياعمر أفلا تترك لهم شيئاً، قال ان كانوا صالحين فالله يتولى الصالحين" إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ"
خمسة دنانير اشتروا له بها كفناً، ودينارين اشتروا له بها قبراً، وعشرة دنانير وزعت على العشرة أبناء، هذا ماتبقى من ملك عمر بن عبدالعزيز.
وهذه امرأة عجوز قد سمعت أن الذئب قد اعتدى على الغنم فقالت: والله لقد مات عمر بن عبدالعزيز.
قالوا: وما يدريكى؟
قالت: والله مااعتدى الذئب على الغنم منذ أن تولى عمر بن عبدالعزيز الخلافة.