معبود مصر السفلى

 


كتب/ مي عبد المنصف مخلوف.


المصريين القدماء كما نعلم عبدوا الكثير من المعبودات على الأرض او بمعنى أخر جسدوا اشكال كثيرة على الارض للاله المستتر عنهم ، واليوم سنتعرف على أحد من اهم تلك الصور وهو المعبود "نفرتوم"


صُور المعبود "نفرتوم" على هيئة صبي على رأسه زهرة اللوتس ويرتفع من وسطها ريشتان عاليتان ، ويتوسطهما قرص الشمس ، وصُور أيضاً على شكل رجل بلحية مستعارة ويعلوه زهرة اللوتس .


أُعتبر منذ عصر مبكر أنه ابن المعبود بتاح وسخمت في ثالوث منف .

كان نفرتوم معبود قديم في مصر السفلى ، ويعني اسمه "اللوتس" واعتبره الناس الزهرة التي نبتت وانبعثت فوق جسد معبود الحق "نبري" والذي كان في هيئته يُشبه الاله "حعبي" اله النيل والفيضان .


اعتبره الناس انه بمثابة الزهرة التي يمسكها الاله "رع" ويقربها من أنفه وهي عادة كانت عند المصريين القدماء ، فكان لديهم عادة شم الزهور ؛ ربما لذلك السبب عُرف "نفرتوم" باله العطور .


قد سبب ذلك أهمية كبيرة للمعبود "نفرتوم" ونسب اليه دور هام في أساطير الخلق ، أطلق عليه " نفر توم أتوم" أو "رع الأصغر" ؛ لأنه صُور في نظرية "هرموبوليس" على أنه الطفل الذي يشرق من زهرة اللوتس في بحر "السكاكين" وان الجنس البشري جاء من دموعهِ .


عثرت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة آثار سقارة ، برئاسة الدكتور "مصطفى وزيرى" الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ، في ٢٠٢٠ على تمثال للمعبود "نفرتوم" من البرونز المطعم بالأحجار الكريمة (العقيق الأحمر ، التركواز ، اللازاوارد) عُثر عليه بجانب توابيت خشبية مغلقة ، ومن هنا ظهر لنا تمثيل أخر للمعبود "نفرتوم" ؛ فذلك التمثال يُمثله بأنه اله الشفاء والجمال في الميثولوجيا المصرية القديمة .


 عثرت البعثة على ذلك التمثال أثناء الحفر في احدى آبار الدفن على عمق ١١ متر ، يبلغ ارتفاعه حوالي ٣٥ سم ، وجدنا على قاعدته اسم صاحب التمثال وهو "بادى آمون" وهو كاهن من الأسرة ال٢٦ .

أحدث أقدم