كتبت /هاجر طارق السيد أحمد
لكل شيء آفة من جنسه
حتى الحديد سطا عليه المبرد
الله خلق لكل شيء آفته التي تعتدي عليه ...
خلق القطن وخلق دودة القطن
خلق النبات وخلق الجراد
خلق الاسنان وخلق السوس
خلق العين وخلق الرمد
خلق الأنف وخلق الزكام
خلق الثمرة وخلق العفن
خلق الانسان وخلق معه جيشا من الأعداء لإغتياله من قمل وبق وبراغيث وبعوض وديدان وبلهارسيا وميكروبات وسل وجذام وتيفود وتيفوس وكوليرا وقراع وصديد .
وخلق الحياة وخلق الحر والبرد والصقيع ورياح السموم .
لم يرد بالدنيا أن تكون دار سلام ... وانما دار حرب وصراع وبلاء وشد وجذب وكر وفر .
لأنه علم بحكمته ان حياتنا الدنيوية اذا اخلدت الى الراحة والأمن والدعة والسلام ترهلت وتخنثت وضعفت وانقرضت .
كما تدفع لسعة البرد الدم الى الشرايين .
وأن العدوان المستمر الذي جعلته الطبيعة شريعتها في الأرض اراده الله لمخلوقاته تحديا مستمرا .. ليجمع كل مخلوق وسائله ويبدع ويبتكر ويحتشد ويخرج أحسن ما يختزن من طاقات ويكون دائما على أكمل الصور الممكنة .
وبدون هذا التناقض والصراع والجلاد كان مصير الحياة الى ضمور وتجاذل وتكاسل ثم انقراض تدريجي.
من روائع "دكتور مصطفى محمود"