كتبت/ إسراء أنور فؤاد
وُلد بدر شاكر بن عبد الجبار بن مرزوق عام 1926م، في يومٍ وشهرٍ مجهولَين حتى بالنسبة للشاعر نفسه، فقد نسي والده عند تسجيله تاريخ مولده بالتحديد، وكانت ولادته في قريةٍ صغيرة وبسيطة جداً، ذات طبيعةٍ خلابةٍ تقع جنوب العراق وتسمى (جيكور)، وكان معظم سكان هذه القرية يعملون في فلاحة أشجار النخيل، أمّا والده شاكر عبد الجبار فكان كغيره من سكان القرية يعمل كما يعملون في فلاحة أشجار النخيل، ويعيش في ضيقٍ مادي في بيت العائلة الممتدة، وكانت أمّه كريمة التي هي ابنة عم والده قد أنجبت ولدين آخرين غير بدر، وهما عبدالله ومصطفى، وبنتاً توفيت هي ووالدتها إثر وضعها في عام 1930م، فعاش بدر يتيم الأم وهو في السادسة من عمره، ونشأ متنقلاً بين بيت جده لأبيه وجدته لأمه.
عاش بدر شاكر السيّاب متنقلاً بين جيكور وأبي الخصيب والبصرة لتلقِّي علومه الدراسيّة، ثمّ التحق بدار المعلمين في بغداد عام 1943م، ودرس أدب اللغة العربية لمدة عامين، وفي العالم الثالث انتقل إلى قسم أدب اللغة الانجليزية، وتخرّج منه عام 1949م حاملاً شهادة في اللغة الإنجليزية والأدب الإنجليزي.
قصائد بدر شاكر السياب عن الحب كتب الشّاعر العراقيّ بدر شاكر السيّاب الكثير من القصائد في العصر الحديث، والتي نُشرت في ديوانه المقسوم إلى جزأين، وجُمع في هذا الديوان الكثير من القصائد الطويلة، كما يُذكر وجود قصائد أخرى لم تُنشر له، فالسيّاب شاعرٌ من أشد الشعراء فيضًا للشعر الحر، وأغناهم تعبيرًا عن خلجات نفسه في شعره الوجداني، إضافة لحضور الرمز الدالّ في شعره، إذ ثمّة الكثير من القصائد الشّاهدة على ذلك، لا سيّما القصائد الخاصة بالغزل العذري والحبّ، ومنها الآتي: قصيدة: هل كان حبًّا؟ هل تُسمّينَ الذي ألقى هُيامًا؟ أَمْ جنونًا بالأماني؟ أم غرامًا؟ ما يكون الحبُّ؟ نَوْحًا وابتسامًا؟ أم خُفوقَ الأضلعِ الحَرّى، إذا حانَ التلاقي بين عينينا، فأطرقتُ، فرارًا باشتياقي.
وفي سنة 1961 بدأت صحة السياب بالتدهور حيث بدأ يشعر بثقل في الحركة وأخذ الألم يزداد في أسفل ظهره، ثم ظهرت بعد ذلك حالة الضمور في جسده وقدميه، وظل يتنقل بين بغداد وبيروت وباريس ولندن للعلاج دون فائدة.
أخيراً ذهب إلى الكويت لتلقي العلاج في المستشفى الأميري في دولة الكويت حيث قامت هذه المستشفى برعايته وأنفقت عليه خلال مدة علاجه. فتوفي بالمستشفى هناك في 24 كانون الأول عام 1964 عن 38 عاماً ونُقل جثمانه إلى البصرة وعاد إلى قرية (جيكور) في يوم من أيام الشتاء الباردة الممطرة. وقد شيّعه عدد قليل من أهله وأبناء محلته، ودفن في مقبرة الحسن البصري في الزبير .