كتبت/اسراء عصام شلتوت
وهو يصعد النبى صلى الله عليه وسلم فى رحلة الإسراء والمعراج، شم رائحة جميلة منتشرة فى السموات، فقال صلى الله عليه وسلم: ماهذه الرائحة ياجبريل؟
قال: هذه رائحة ماشطة فرعون وابنائها.
ماشطة ابنة فرعون ماقصتها؟
هذه الماشطة كانت تمشط شعر بنت فرعون، كانت مؤمنة بالله وأن موسى- عليه السلام- نبى، لكنها أخفت إسلامها، وكانت تعرف أن فرعون بشر لكنها خائفة فكتمت إيمانها، وذات مرة وهى تُمَّشِط ابنة فرعون سقط المشط من يدها، فقالت: "بسم الله"
قالت ابنة فرعون: تقصدين أبى؟، قالت: لا الله ربى وربُ أبوك وربُ العالمين.
قال البنت: سأخبر أبى ، قالت: أخبريه، فذهبت البنت إلى فرعون وقال ياأبى إن الماشطة تقول بسم الله، فلما سألتها قالت إنه ليس انت رب العالمين، ويسمع فرعون الكلام قال أحضروها، وسألها: من ربك؟ قالت: ربى وربك ورب العالمين هو الله جل فى علاه، قال: أحضروا اولادها، وكان لديها أربعة أطفال، أحدهم رضيع وثلاثة أكبر منه.
قال: أعذبهم؟ قالت: إفعل ماشئت ، فأمر ببقرة من نحاس وأشعلها ناراً(والتبَّقُر من التوسع)، ثم قال لها: من ربك؟ قالت: ربى وربك الله.
قال: اجعلوا الاول فى النار، فرموا ولدها الاول فى النار والولد يصرخ ويصرخ ثم يختفى صوته ومات...، ثم الثانى ويصرخ حتى يموت، ثم الثالث، لما جاء الرابع؛ الرابع رضيع فسحبته منهم وكادت أن تتنازل عن موقفها، وهنا حدثت المعجزة الربانية انطق الله تعالى الطفل الرضيع، فقال: (ياأماه اصبرى فإنك على الحق)، وقال العلماء هذا أحد الذين تكلموا فى المهد، ورماه فى النار فمات، وهى تنظر، ثم تُقتل هى، فهى قُتلت أيضاً وقُتلت زوجته "آسيا"لأنها اخبرتها، قال فرعون من أخبرك بهذا، قالت: علمتنى زوجتك آسيا، آسيا التى آمنت هى التى أخبرتنى، وقتل زوجته، وبشر الله زوجة فرعون أنها من أهل الجنة، قال الله تعالى فى سورة التحريم: "وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱمۡرَأَتَ فِرۡعَوۡنَ إِذۡ قَالَتۡ رَبِّ ٱبۡنِ لِي عِندَكَ بَيۡتٗا فِي ٱلۡجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرۡعَوۡنَ وَعَمَلِهِۦ وَنَجِّنِي مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ".
الجزاء من جنس العمل، يَشُم صلى الله عليه وسلم رائحة جميلة؛ لأن الماشطة كانت تشم رائحة أبنائها وهم يحترقون، فكأن الله يعوضها برائحة فى الجنة.