وكأنك تقرأ للعقاد للمرة الأولى


كتبت:سماء جمال صابر


وُلد العقّاد في مِصر في عام 1889م، في إحدى البلدات النّائية من منطقة الصّعيد في أسوان تحديداً وعاش طفولته فيها، وفي شبابه كان يلوذ إليها، وفي كِبر سِنِّه ابتعادًا عن ضوضاء المدينة، درس في مرحلته الابتدائيّة بمدرسة أسوان الأميريّة، وفي عام 1903م حصل على شهادة فيها عندما كان في سِنِّ الرّابعة عشر. 


وكان والده يعتني به في الجانب الأدبيّ فكان يصحبه إلى الشّيخ والأديب أحمد الجّداويّ، وهو ممّن كانوا يأخذون العلم من السّيد جمال الدّين الأفغانيّ، فعَمَد العقّاد إلى الاستماع الدّائم للمُطارحات الشّعريّة التي يقولها الشّيخ، بالإضافة إلى مقامات الحريريّ التي كان يتناولها في مجلسه، ممّا جعل العقّاد مُطالعًا للكُتب الأدبيّة والكُتب القديمة الثّمينة.


ولم يخلُ طريقه الأدبيّ من الشِّعر كذلك، فذهب إلى نظمه وكان يتطرّق إلى مُطالعة المُصنّفات العربيّة والفرنجيّة، فأصبحت مداركه أوسع وأكثر زخمًا ولم يصحبه الملل أو الكلل في رحلته الأدبيّة هذه إنّما يبحث ويُطالع بنَهَم، وممّا نظمه وهو ابن العاشرة أبيات عُنيت بفضل العِلم. 


يُعدّ العقّاد أحد مؤسسي مدرسة الدّيوان التي عُنيت بالنّقد في العصر الحديث، كما أنّها أول الخطوات للتّجديد في الشِّعر العربيّ؛ وذلك لما عملت عليه من إظهار مفاهيم جديدة في الأدب، ومن الجدير بالذِّكر أنّ أول ظهور لهذه المدرسة كان عام 1909م، وسُمِّيت المدرسة بهذا الاسم نسبة إلى "كتاب الدّيوان" الذي ألّفه العقّاد والمازنيّ عام 1921م.


يوجد للعقاد الكثير من المؤلفات، فقد نشر عام 1954م مجلّدين على شكل مجموعة لإحدى ترجماته في الأدب العالميّ، ومنها مجموعة من القصص القصيرة الأمريكيّة، ثمّ تولّى منصبًا في المجلس المِصريّ للآداب والفنون، وفي عام 1958م نشر كتابه مُقدّمة شكسبير، وهو أحد كُتب النّقد الأدبيّ الحادية عشرة الخاصّة به، بالإضافة إلى نشره مجموعة أخرى مثل: إبليس، وحصل العقّاد على جائزة الدّولة التقديريّة في الآداب عام 1960م،

أحدث أقدم