كتبت/اسراء عصام شلتوت
الممتحنة هي : أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط !!
وعقبة بن أبي معيط الذي لقب (بأشقى القوم) الذي أتى بسلإ جزور (سلا جزور يعني أمعاء الشاة والقاذورات اللي في بطن الشاة ) ووضعها علي ظهر النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو ساجد ، وهو نفس الشخص اللي لف رداءه وخنق به النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو يصلي فنقص الأكسجين عنه وأغمي على النبي عليه الصلاة والسلام .
وبالرغم من ضلال عقبة ابن أبي معيط إلا أن الله أخرج من صلبه من يوحد الله وهي ابنته أم كلثوم ..
أم كلثوم كانت ذكية جداً وتحب العلم.
ويشاء الله و يدخل الإيمان في قلب أم كلثوم ولكن تكتم إيمانها خوفاً من أبوها عقبة بن أبي معيط ومن إخوتها عمارة، والوليد،
ويأتي موعد الهجرة ويهاجر النبي عليه الصلاة والسلام ، وأم كلثوم تريد أن تهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم ولكنها تخاف من بطش أبوها وإخوتها فتصبر أم كلثوم ...
وتأتي غزوة بدر ويُقتل أبوها ويموت علي الكفر.
وتكبر أم كلثوم وعندها (16او 17) سنة ، ويتقدم لخطبتها أشرف شبان مكة وترفض أم كلثوم بحجة حزنها على ابيها، وتصبر وتحتسب وحلمها دين محمد وأن تهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة.
ويحدث مايغير موازين أم كلثوم وهو صلح الحديبية ويكون من شروط صلح الحديبية أن لو أحد ذهب للنبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة حتى يُسلم فعلى النبى أن يرد هذا الشخص ويرجعه إلى مكة،
وتسمع أم كلثوم بشروط صلح الحديبية فتنهار وتبكى بناءاً مريراً وتعلم أنها من المستحيل أن تهاجر للنبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وحتى لو هاجرت فسيرجعها النبى إلى مكة تنفيذاً لشروط الصلح ،
ويشتد الخناق على أم كلثوم وتقرر أن تهاجر حتى لو أرجعها النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة ..
وتهاجر وحدها إلى المدينة المنورة في الظلام الدامس، والطرقات بين مكه والمدينة وعرة والمسافة طويلة، ومن الممكن أن يرجعها النبى صلى الله عليه وسلم إلى مكة وحينها سيعلم الجميع أنها مسلمة وتتأذي من إخوتها !!! ..
إنه ثبات كالجبال الراسية
و يشاء الله وتهاجر أم كلثوم وتصل المدينة المنورة وتذهب للنبي (صل الله عليه وسلم) والنبي في حيرة من أمره والصحابة يقولوا : كيف نرجعها إلى مكة يا رسول الله ، والنبي عليه الصلاة والسلام صامت ينتظر أمرا من الوحي...
وينزل الفرج من السماء ، ينزل جبريل بالوحى في أمر ام كلثوم وتنزل ايات سورة الممتحنة :
"يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا جَآءَكُمُ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ مُهَٰجِرَٰتٖ فَٱمۡتَحِنُوهُنَّۖ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِإِيمَٰنِهِنَّۖ فَإِنۡ عَلِمۡتُمُوهُنَّ مُؤۡمِنَٰتٖ فَلَا تَرۡجِعُوهُنَّ إِلَى ٱلۡكُفَّارِۖ"
وينزل أمر الله من فوق سبع سموات بأن أم كلثوم لا ترجع إلى مكة ويقبلها الله سبحانه وتعالى ........
والله يجزيها علي صبرها فتتزوج ليس من أشراف مكة فقط بل من : "عبدالرحمن بن عوف" ، أحد العشرة المبشرين بالجنة وأغنى أغنياء المدينه المنورة واشرفهم.