كتب/تغريد عكاشة
عرف المصرى القديم إصلاح الآثار وترميمها فى كل العصور التاريخية حيث أن عوامل التلف موجودة طالما وجدت الحياة.كما أن المصرى القديم اهتم بترميم المنشأت المعمارية سواء كانت مقابر ملوك أو معابد أو آلهه،وكان هناك اهتمام لإيجاد الوسائل المناسبة لعلاج كل حالة.
وقد دفع المصرى القديم ل ترميم الآثار أسباب متعددة منها أسباب إقتصادية وفنية وآخرى دينية وجغرافية وسياسية وأخيرا الوعى الإجتماعى.
-دوافع ترميم الآثار وصيانتها عند المصرى القديم
1-الأسباب الإقتصادية؛وخاصة فى فترات ما قبل الأسرات حيث لم تكن المواد متوفرة وكذلك الأيدى العاملة المدربة،وخاصة بالنسبة للأونى المصنوعة من خامات غالية الثمن مما دعا المصرى القديم إلى ضرورة ترميمها لإطالة عمرها وإعادة استخدامها.
2-الأسباب الفنية:
ينحصر هذا السبب فى ان الآثار تعرضت للكسر بسبب عيب فى الصناعت او ضعف المادة الخام.
3- الأسباب الدينية:
حرص المصرى القديم على بقاء منشأته الدينية مصونةمن أى أعتداء وقد اعتمد ذلك على عمق الورع الدينى لدى باقى ابناء وطنه من كافة الطبقات.كما السرقات وإساءة استعمال السلطة كانت منتشرة فى كافة العصور..ونتيجة لذلك ظهرت النصوص على مداخل القبور وفى أوراق البردى تحذر من الأعتداء على محتويات المقبرة وإتلافها ولم يفقد المصريون الثقة فى صحة هذه النصوص بل انتشرت عبر العصور التاريخية المختلفة كما أصدر الملوم المراسيم الملكية التى تشدد العقوبة على كل من ينقل أحجارا من الأهرامات أو أححار الجبال المقدسة مثل جبل أبيدوس.."بخصوص كل الناس وكل الكتبة وكل العلماء وكل الفقراءوكل الطبقة الوسطى من سيعملون صوتا "يثيرون ضوضاء فى هذه المقبرة ومن سيتلفون كتاباتها ويحطمون تماثيلها سيسقطون على وجوههم بسبب غضب جحوتى الأسرع،أنتقاما من الآلهه.....".
4-الأسباب البيئية:
أ)فيضان النيل؛لقد عانى المصريون القدماء من الفيضانات المنخفضة والعالية،ومن أمثلة ذلك ما حدث فى عهد الملك "سوبك حوتب الثامن" من الأسرة الثالثة عشر حيث عثر على لوحة ضمن حشو الصرح الثالث بالكرنك يتضح من نص جانبى عليها انه حدث فيضان غمر معبد الكرنك فى عصر هذا الملك فأتجه بنفسه مع العمال لرؤية ما حدث من تدمير وعلى ذلك أصدر أوامره على الفور ب إصلاح ما أتلفه الفيضان.
ب)الزلازل؛تأثرت الآثار المصرية ب الزلازل حيث خدث فا العام 31من حكم الملك رمسيس الثانى هزة أرضية عنيفة فى معبد أبى سمبل فتصدعت الصحراء فى النوبة وأهتزت منشأت المعبد الكبير من أساساته وتصدعت التماثيل الضخمة فى واجهة المعبد.
5-الأسباب السياسية
تأثرت الآثار المصرية بالظروف السياسية التى مرت بها مصر حيث كان للثورات والحروب دور فى تخريب بعض الآثار ولكن ما أن تهدأ الثورات وتقف الحروب حتى كانت عمليات التجديد والترميم للآثار تبدأ مرة اخرى ومثلما ذلك ما وصل إلينا من احاديث الحكيم "إيبور" من الأسرة السادسة حيث يصف حال البلاد أواخر عصر الدولة القديمة وما نالها من ضعف حيث كان إيبور يتحدث إلى ملك شيخ ربما كان بيبى الثانى قال له "انظر لقد نسفا الصروح والأساطيل والجدران ودمرت الحرائق المدن"....وما أن استقرت الأحوال مرة أخرى حتى أخذ ملوك الدولة الوسطى على عاتقهم مسئولية إعادة تجديد هذه الآثار وترميمها مرة أخرى وتركوا من النصوص ما يدل على ذلك مثلما ذكره "خنوم حوتب الثانى" من عهد "سنوسرت الثانى" من الأسرة الثانية عشر حيث يقول "أحييت أسماء ابائى التى وجدتها مطموسة عند المدخل وجعلت المقابر واضحة الشكل صحيحة القراءة".
6-الوعى الأجتماعى
وخير مثال على ذلك ما قلم به "خع-ام-واست" ابن الملك رمسيس الثانى وكاهن منف من إصلاح وترميم لآثار اجداده من الدولة القديمة وما قام به "خنون حتب الثانى" ب أحياء وأظهار اسماء أسلافه على مقابرهم كذلك ما قام به ملوك وكهنة الأسرة الحادية والعشرين عندما جمعوا مومياوات اجدادهم من الدولة الحديثة وحفظوها بعيدا عن عبث اللصوص.
وسيظل التاريخ ذاكرة الشعوب.