كتبت /اسراء عصام شلتوت
لقد ذكر الله- تعالى- في أكثر من موضع في كتابه الكريم عاقبة الكافرين المستكبرين عن الإيمان بالله والرضا بقضاءه، فقال تعالى :
" أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَِٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ وَلِقَآئِهِۦ فَحَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فَلَا نُقِيمُ لَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَزۡنٗاً".
فجاء ذكر نار جهنم واسمائها وصفاتها ، وذكر الله عز وجل جانبا من ألوان العذاب فيها ، وأخبرنا الله تعالى أنها درجات كل شخص معذب علي حسب أعماله وذنوبه وهذا من كمال عدل الله سبحانه وتعالى أن ليس الجميع معذبون بنفس القدر من العذاب.
ومن الآيات التي جاءت فى وصف عذاب النار، قول الله تعالى:
"وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا سَقَرُ*لَا تُبۡقِي وَلَا تَذَرُ* لَوَّاحَةٞ لِّلۡبَشَرِ*عَلَيۡهَا تِسۡعَةَ عَشَرَ ".
-ومن طعام أهل النار (الزقوم)، والزقوم شجرة ذكرت في القرآن الكريم، قال الله تعالى:
"أَذَٰلِكَ خَيۡرٞ نُّزُلًا أَمۡ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ *إِنَّا جَعَلۡنَٰهَا فِتۡنَةٗ لِّلظَّٰلِمِينَ*إِنَّهَا شَجَرَةٞ تَخۡرُجُ فِيٓ أَصۡل
ٱلۡجَحِيمِ*طَلۡعُهَا كَأَنَّهُۥ رُءُوسُ ٱلشَّيَٰطِينِ فَإِنَّهُمۡ لَأٓكِلُونَ مِنۡهَا فَمَالُِٔونَ مِنۡهَا ٱلۡبُطُونَ* ثُمَّ إِنَّ لَهُمۡ عَلَيۡهَا لَشَوۡبٗا مِّنۡ حَمِيمٖ ".
وهي شجره خبيثة تخرج جذورها في قعر النار ،وأما فروع هذه الشجرة فهي منتشرة في جميع أرجاء جهنم ، فالله سبحانه وتعالى يلقي علي أهل جهنم الجوع لفترات طويلة فلا يجدون طعاماً سوا الاكل من هذه الشجرة الخبيثة حتى يملئون بطونهم ثم تغلى ثمار هذه الشجرة في بطونهم كأنه الزيت يغلي في البطون ،فيضطرون لشرب(الحميم)الذي يقطع أمعائهم ،فقال الله تعالى:
" وَسُقُواْ مَآءً حَمِيمٗا فَقَطَّعَ أَمۡعَآءَهُمۡ ".
وقد أخبرنا النبى صلي الله عليه وسلم عن هذه الشجرة فقال:
"لو أن قطره من الزقوم قطرت في دار الدنيا، لأفسدت علي أهل الدنيا معايشهم ،فكيف لمن يكون طعامه".
فكانت شجرة الزقوم عذاباً وعقاباً لأهل النار على ما اقترفوه في حياتهم.
- ومن شراب أهل النار الحميم فيقول الله- تعالى:
" وَإِن يَسۡتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٖ كَٱلۡمُهۡلِ يَشۡوِي ٱلۡوُجُوهَۚ بِئۡسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتۡ مُرۡتَفَقًا "
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الحميم ليصب على رؤوسهم، فينفذ الجمجمة حتى يخلص إلى جوفه فيُسلب مافى جوفه حتى يخزق قدميه، وهو الصهر، ثم يُعاد كما كان".
- ومن طعام أهل النار أيضا الوارد فى القرآن الكريم (الغسلين) حيث قال- تعالى:
فَلَيۡسَ لَهُ ٱلۡيَوۡمَ هَٰهُنَا حَمِيمٞ* وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنۡ غِسۡلِينٖ* لَّا يَأۡكُلُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡخَٰطُِٔونَ ".
والغسلين فى اللغة هو ماينزل من الثوب أثناء الغسل، وهو الطعام أو الشراب الذى يسيل من جلود وفروج وجروح الكافرين من أهل النار من شدة الحر والنار ،فهو صديد أهل النار وهو غاية فى السوء والنتن.
- وهناك نوع آخر من الطعام السئ الفاسد فى النار وهو(الضريع) حيث قال تعالى:
"لَّيۡسَ لَهُمۡ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٖ*لَّا يُسۡمِنُ وَلَا يُغۡنِي مِن جُوعٖ"
وهو طعام لايحقق اى غاية من تناوله فلاهو يغنى أصحابه عن الجوع ، ولا هو يقدم لهم الطاقة والنفع من أكله ، وقيل عنه ضريع أيضاً لان أهل النار يتضرعون منه اى أنهم يطلبون من الله اعفائهم من أكله لانه ذو طعم مر ورائحة نتنة ذو اشواك صعبة.
-وهناك وصف اخر لطعام ذكر فى القرآن ،فقال الله تعالى:
"إِنَّ لَدَيۡنَآ أَنكَالٗا وَجَحِيمٗا*وَطَعَامٗا ذَا غُصَّةٖ وَعَذَابًا أَلِيمٗا "
وصفة هذا الطعام أنه ذا غصة ،
وقد قال ابن عباس رضي الله عنه فى تفسير الآية " ينشب فى الحلق ، فلا يدخل ولا يخرج".