كتبت / إسراء بنهاوى محمد
على مبعدة 32 كيلومتراً من مدينة فاقوس وإلى الناحية الشمالية الشرقية منها يوجد موقع أثرى هام هو بقايا تلك المدينة المشهورة التى إكتسبت سمعة مدوية خلال التاريخ المصرى لاسيما إبتداء من عصر الدولة الحديثة علاوة على ذكرها فى الكتب المقدسة بأسم " صُوعَن".
هذه المدينة التى يطلق عليها حالياً إسم صان أو صان الحجر كما تسمى كذلك بأسم "تانيس" وجاء ذكر هذا الإقليم فى قوائم العصر المتأخر وأطلق عليه إسم المقاطعة التانيتية كما أسماها الإغريق أيضاً بأسم سترويت نسبة إلى الإله ست الذى كان يعبد فى إلاقليم وفى الحقيقة أن بلدة صان أو جعنت لم تظهر كعاصمة لمقاطعة مستقلة إلا فى عهد الدولة الحديثة عندما إتخذت بعد الأسرة العشرين عاصمة للمقاطعة التاسعة عشر من مقاطعات الوجه البحرى.
تاريخ الكشوف الأثرية فى صان:
كان رجال الحملة العلمية الفرنسية هم أول من إرتادوا منطقة صان الحجر عام 1799 وسجلوا آثارها الظاهرة ووصفوها ثم كان الإهتمام بالدراسات المصرية القديمة بالمجامع العلمية الخارجية عقب حل رموز اللغة الهيروغليفية بعد مجهودات شامبليون عام 1822 ومن أعقبه من علماء فوفد على المنطقة علماء مثل لبسيوس أو بروكش وأدلوا ملاحظاتهم عنها تلك الملاحظات التى دفعت مارييت وقد كان مديراً لمصلحة الآثار أن يكون أول من يقوم بالحفر العلمى فى تانيس وقد بدأ مارييت حفائره فى أربعة مواسم وكان من نتيجة العمل فى تلك المنطقة أن كشف الحفار عن العديد من الآثار الحجرية الضخمة المتمثلة فى لوحات هائلة وتماثيل حجرية ضخمة تركها فى الموقع فتعرضت للتلف بسبب العوامل والنهب والعوامل الجوية التى تمثلت فى الرطوبة والأملاح ثم تجار الآثار الذين عملوا على قطع مايستطيعون قطعه من الآثار لاسيما رؤوس التماثيل. وكان أيضاً أهالى البلاد المجاورة للمنطقة الأثرية يرتادون صان بإستمرار بحثاً وراء الأحجار الجيرية وأنهم وجدوا فى آثار المنطقة منجما غنيا لجلب الحجر الجيرى لإستعماله فى عمل الجير أو تشغيله فى تمهيد الطرق وإصلاحها وقد رأى ماسبيرو مدير الآثار فى ذلك الوقت ضرورة نقل الآثار الهامة الظاهرة بالمنطقة إلى مكان آخر وقاية لها. وقد نجح فعلا فى نقلها إلى المتحف المصرى. وكان ثانى الحفارين الذين ألقوا الضوء على المنطقة الأثرية هو فلندرز بترى الذى حضر إلى الموقع عام 1844 فاحصا ماترك مارييت من آثار منقبا فى أرجاء المعبد وأطلاله وكاشفا عن العديد من الآثار الهامة التى نقلت معظمها إلى المتحف المصري تاركاً المنطقة وقد جردت من آثارها الجميلة حتى عام 1929 .