كتبت / أمل السعيد البسيوني
الحضارة المصرية القديمة ثروة وكنزا للمعلومات والأسرار أيضاً، فهي علي درجة كبيرة من التقدم والرقي فهي بحر وافر من العلوم والفنون، حيث يعد التحنيط واحداً من علومها فهو أحد مظاهر التقدم البارع في حضارتها، حيث أنها ساعدت علي حفظ الكثير من الجثث سالمة لآلاف السنين، ويطلق عليها مسمي (المومياء) ولم تكن هذه الفكرة هي مجرد الحفاظ عليها من التعفن والتلف بقدر ما هي فلسفة الخلود وحياة ما بعد الموت، ولم يقتصر التحنيط أيضا علي الانسان فقط بل تعداه الي بعض الحيوانات وخاصة الحيوانات المقدسة عندهم مثل: الثور والعجل، كما حنطت بعض النباتات والطيور أيضاً.
يقول هيرودت المؤرخ اليوناني "إن المصريين هم أول الشعوب الذين اعتقدوا بخلود النفس" حيث ورد علي الأهرام الكثير من النقوش والنصوص التي تنص علي:
" إن النفس الخالدة لا تموت أبداً"
" أن لا موت مرة ثانية في العالم الثاني".
والتحنيط هو العامل الوحيد الذي جعل الفراعنة بارعين في الطب حيث إن المحنطين استفادوا بخواص الصمغ والبلسم وكثير من مركبات المواد المعدنية، فهم اقتنعوا بخواصها في أنها مضادة للتعفن واستعملوها في عقاقيرهم مع الاسترشاد بها عقب كل بحث في فوائدها لمعرفة أنواع الأمراض التي سببت في وفاة المتوفي.
فهم لم يثبتوا سبب الوفاة علي الجثة المحنطة إلا بعد التأكد من هذه البيانات العلمية وإن كانت هذه المواد قليلة في ذاتها.
حيث اكتشفوا جثة يرجع تاريخها إلي ما قبل الأسرة الفرعونية مصابة بالحصو في الحويصلة، وأخري من الأسرة الثانية مصابة بالحصو في الكلي، وجتة تم فحصها علي يد الأستاذ الدكتور "شاتوك chattouk" وأثبت أن بها بويضات البلهويسة، فبفضل هذا العلم استنبطوا الطب من خلال التشريح الذي يجرونه علي الجثث، كما تم اكتشاف العديد من الأمراض.