البحتريّ ، نابغة منذ الحداثه


كتبت: سماء جمال صابر 


هو أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي، وهو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى. ولد في منبج في الشمال الشرقي من حلب. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغر بين السادسة عشر والتاسعة، انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبو تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. انتقل إلى بغداد عاصمة الدولة فكان شاعرًا في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. كان على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديوانًا ضخمًا، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء.


يذكر أيضًا أن  قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصورًا بارعًا، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع. 


لم ينج البحتري من التأثر بروح العصر، فاندفع يستمتع بلذائذ الحياة وحب المال، وربما هجا في يومه من كان مدحه في أمسه، أو مدح من كان قد هجاه، لتغير الأحوال.


كان البحتري مطلعًا على اللغة، يشهد على ذلك ديوانه واختياراته في «حماسته»، كما كان على قدر من العلم بقواعد العربية نحوها وصرفها، وقد عصمه ذلك، ونشأته في منبج وباديتها من مآخذ النقّاد عليه من هذه الناحية، كما سلم شعره في جملته من عيوب العروض والقافية إلا هنات يمكن أن تكون لتحريف وقع في رواية شعره.


طبقت شهرة البحتري الآفاق، وظل شعره مثالًا يحتذى في المشرق والمغرب على حد سواء، تأثر به عدد كبير من شعراء الأندلس، وكان إمامهم في وصف الطبيعة والرياض.

أحدث أقدم